وما مسنا تعب ولا إعياء ، ولا تزال عجائبنا تترى كل يوم ، فانظروا إليها ، وناملوا فى محاسنها ، فهى لا تحصى ، ولا يبلغها الاستقصاء ، وكذّبوا اليهود الذين قالوا : إن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام أوّلها الأحد وآخرها الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش ، فنحن لا يمسنا لغوب ولا إعياء.
ونحو الآية قوله : «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ، بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) أي فاصبر على ما يقوله المشركون فى شأن البعث من الأباطيل التي لا مستند لها إلا الاستبعاد ، فإن من خلق الخلق فى تلك المدة اليسيرة بلا إعياء ـ قادر على بعثهم وجزائهم على ما قدموا من الحسنات والسيئات.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ، وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) أي ونزه ربك عن العجز عن كل ممكن كالبعث ونحوه ، حامدا له أنعمه عليك ، وقت الفجر ووقت العصر وبعض الليل ، وفى أعقاب الصلوات.
وقال ابن عباس : الصلاة قبل طلوع الشمس صلاة الفجر ، وقبل الغروب الظهر والعصر ، ومن الليل العشاءان ، وأدبار السجود النوافل بعد الفرائض.
روى البخاري عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يسبح فى أدبار الصلوات كلها ، يعنى قوله : «وَأَدْبارَ السُّجُودِ» وفى حديث مسلم تحديد التسبيح بثلاث وثلاثين ، والتحميد بثلاث وثلاثين ، والتكبير بثلاث وثلاثين ، وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير ، دبر كل صلاة.
(وَاسْتَمِعْ) أيها الرسول لما أخبرك به من أهوال يوم القيامة ، وفى إبهام أمره ، تعظيم لشأنه.
ثم بين ذلك الخبر وزمانه بقوله :
(يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) أي يوم ينادى المنادى من موضع قريب