تفسير المفردات
الضيف : لفظ يستعمل للواحد والكثير ، المكرمين : أي عند إبراهيم إذ خدمهم هو وزوجه وعجل لهم القرى وأجلسهم فى أكرم موضع ، قوم منكرون : أي قوم لا عهد لنا بكم من قبل ، وقد قال ذلك إبراهيم عليه السلام للتعرف بهم كما تقول لمن لقيته وسلم عليك : أنا لا أعرفك ، تريد عرّف لى نفسك وصفها ، فراغ إلى أهله : أي ذهب إليهم خفية من ضيفه ، سمين : أي ممتلىء بالشحم واللحم ، فقربه إليهم : أي وضعه لديهم ، فأوجس منهم خيفة : أي أضمر فى نفسه الخوف منهم ، امرأته هى سارّة لما سمعت بشارتهم له ، صرّة : أي صيحة ، فصكت وجهها : أي ضربت بيدها على جبهتها وقالت : يا ويلتا ، عجوز عقيم : أي أنا كبيرة السن لا ألد.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه إنكار قومه للبعث والنشور حتى أقسم لهم بعزته أنه كائن لا محالة ـ سلى رسوله فأبان له أنه ليس ببدع فى الرسل ، وأن قومه ليسوا ببدع فى الأمم ، وأنهم إن تمادوا فى غيهم وأصروا على كفرهم ولم يقلعوا عماهم عليه ، فسيحل بهم مثل ما حل بمن قبلهم من الأمم الخالية.
وذكر إبراهيم من بين الأنبياء لكونه شيخ المرسلين ، وكون النبي صلّى الله عليه وسلّم على سننه كما قال تعالى : «ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» ولأن العرب كانت تجلّه وتحترمه وتدعى أنها على دينه.