صلى الله عليه وسلّم فكذبوا به وقالوا هو سحر مبين ، فمن ثم أحبط أعمالهم التي عملوها فى الدنيا وأصلاهم سعيرا.
وقصارى ذلك ـ إن كل ما عملوه فى الدنيا من صالح الأعمال فهو باطل ، لعدم الإيمان الذي هو أساس قبول الأعمال.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ (١٣) أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤))
المعنى الجملي
بعد أن نعى سبحانه على الكافرين مغبّة أعمالهم ، وأن النار مثوى لهم ـ أردف هذا أمرهم بالنظر فى أحوال الأمم السالفة ورؤية آثارهم ، لما للمشاهدات الحسية من آثار فى النفوس ، ونتائج لدى ذوى العقول ، إذا تدبروها واعتبروا بها.