أقول : صاحب الأسفار نقل عبارات المباحث مع تصرّف فيها روما للاختصار. قوله : «وبالجملة فالحال ...» اى الحال في فاعلية القوّة العاقلة الناطقة كالحال في منفعلية الجسم عن الانقسام.
قوله : «والجواب أمّا عن الأوّل ...» هذا من تتمة كلام صاحب المباحث إلى قوله يبطل أصل الحجة. وكذا قوله : «وأمّا عن السؤال الثانى» إلى قوله : «كاف في غرضنا». وكذا قوله : «فإن قلت ألستم قد بينتم» إلى قوله «وقبول الصور». وكذلك قوله : «وأمّا عن الثالث» إلى قوله : «على الأفعال الغير المتناهية». ولكن كما قلنا مع نحو تصرف في عبارات المباحث.
قوله : «فإنّها عندكم قوى جسمانية». هذا على رأى طائفة من المشائين. والحق ـ كما أشرنا إليه آنفا ـ أنّ وزان النفوس الفلكية مع الأجرام الفلكية وزان النفوس الناطقة الإنسانية مع أبدانها كما برهن في محلّه.
قوله : «والجواب أمّا عن الأوّل إلخ» على أنّ القوّة الناطقة وإن كانت لا تنتهى إلى حدّ إلّا وتقوى على ادراك أمور أخر والقوى الجسمانية ليست كذلك كما دل عليه البرهان ولكنّ النفس تقوى أن تدرك أيضا اللانهاية والأمور الغير المتناهية دفعة بلا دخالة تعاقب الإدراكات فافهم.
قوله : «ولقائل أن يقول القوّة الجسمانية» ، أي نوعها لا شخصها. أعنى يجب أن تكون القوّة الجسمانية الشخصية متناهية لا القوّة الجسمانية النوعية كما يشير إليه قول صاحب الأسفار في جوابه : «والبرهان قائم على امتناع لا تناهى الأفعال لواحد شخصى من الجسم ، لا على امتناع ذلك لواحد نوعي ، والوحدة العددية حكمها غير الوحدة النوعية». وهذا التحقيق الأنيق هو جواب صاحب الأسفار عن شبهة الفخر بقوله : «ولقائل أن يقول القوّة الجسمانية إلخ» فهي مدفوعة.
قوله : «أقول انّ جهة انفعالات القوى ...» كان وجه الاعتراض أنّ الإدراك ليس فعلا بل انفعال ، والأمر الجسمانى يكون قويا على انفعالات غير متناهية فلا يتم الحجة على تجرّد النفس الناطقة. فأجاب الفخر عن الاعتراض بأنّ الإدراك وإن كان انفعالا ولكن