تركيب المقدمات وتحليلها فعل النفس فبهذا الوجه تكون النفس قوية على افعال غير متناهية وليس الأمر الجسمانى كذلك فالنفس ليست بجسمانية. وأجاب صاحب الأسفار عن الاعتراض بقوله : «إنّ جهة انفعالات القوى غير منفكة عن جهة أفاعيلها إلخ». ولا يخفى عليك أنّ الفعل تارة يطلق في مقابل القوّة والاستعداد ، وتارة يطلق في مقابل الانفعال. والمقصود في المقام هو الفعل بالإطلاق الثانى ولا يخفى عليك أنّه خلّط بين الفعل في مقابل القوّة والاستعداد والفعل في مقابل الانفعال ، اللهم إلا أن يريد من الوجود مبدأ الأفعال فقوله فإنّ الشيء ما لم يكن له وجود لا ينفعل عن شيء آخر ، أي الوجود فعلية ومبدأ الأفعال فانفعالات القوى الغير المتناهية ترجع إلى أفاعيلها الغير المتناهية. والفرق بين جوابه وجواب الفخر عن الاعتراض ظاهر.
قوله : «وأمّا النقض بالهيولى إلخ». أجاب عن النقض بوجهين أحدهما أنّ الهيولى في ذاتها مبهمة الوجود. وثانيهما أنّها متحدة الوجود بحسب تحصلاتها الصورية بالحركة الجوهرية. والسؤال أنّما كان على وحدتها العددية الثابتة الباقية الدائمة وقبولها الصور الغير المتناهية كما هو رأى المتأخرين من المشاء فتبصّر. ولا يخفى عليك أنّ الهيولى على الحركة في الجوهر غير ثابتة في الخارج وانّما ثباتها في الذهن فقط فهي في الخارج مع كل صورة بحسبها.
قوله : «وهو محال» وذلك للزوم تجسم العقل ، أو تروح الجسم.
قوله : «قوى متجددة كما رأينا» يعنى به الحركة الجوهرية. والكيفيات المستحيلة قيل هي الأحوال الطارية على الفلك كالتعقلات المتتالية والتشبهات المتعاقبة إلى ما فوقه من العقل المفارق ، ولكن الاستحالة كالقوّة يجب أن يتطرّق فيها التناهى أو اللاتناهى وهما من صفات الكم.
قوله : «وأقول ويؤيد هذا البحث أنّ قوّة التخيّل ...» أي ويؤيّد هذا البرهان في تجرّد النفس أنّ قوّة التخيّل مع كونها دون قوّة التعقل تقوى على تصويرات غير متناهية على التعاقب لا تقف عند حدّ ، بل تقوى عليها دفعة دهرية غير آنية ولا زمانية فالقوّة العاقلة التي فوقها تجرّدا وسعة أولى بذلك. وقد تقدم آنفا الكلام في فسحة القوّة الخيالية.