خلاصة البرهان : المعقولات غير متناهية بالقوّة ، وشأن القوّة الناطقة أن تعقلها بالقوّة أي القوّة العاقلة تقوى على أفعال غير متناهية ، والجسم والجسمانى ليس لهما هذه الشأنية أي ولا شيء من القوى الجسمانية تقوى على أفعال غير متناهية ، فالقوّة الناطقة أي النفس الناطقة ليست بجسم ولا قوّة في جسم.
بل الشيخ (رضوان اللّه تعالى عليه) لخّص البرهان في عيون الحكمة وقد أتى فيه أربعة براهين على أنّ جوهر النفس مفارق غير مخالط للمادة ، وهذا البرهان هو الرابع منها قال في آخر الطبيعيات منه وهو آخر الفصل السادس عشر منه ما هذا لفظه في تقرير البرهان ملخصا :
وأيضا فإنّه ليس لشيء من الأجسام قوّة أن يطلب أو يفعل أمورا من غير نهاية ، والمعقولات التي للعقل أن يعقل أيّها شاء كالصورة العددية والشكل وغير ذلك بلا نهاية؛ فإذن هذه القوّة ليست بجسم ، لأنّ كلّ جسم قوّته الفعلية متناهية؛ لست أعنى الانفعالية فإنّ ذلك لا يمتنع.
ثمّ ختم كلامه بقوله : فقد بان لك أنّ مدرك المعقولات ، وهو النفس الإنسانية ، جوهر غير مخالط للمادّة ، بريء عن الأجسام ، منفرد الذات بالقوام والعقل.
البرهان الرابع من الباب الخامس من رسالة الشيخ الفارسية في معرفة النفس هو البرهان الخامس من نفس الشفاء ، فقد حرره الشيخ فيها بأوجز بيان وتلخيص فقال : «برهان ديگر معلوم است كه صور معقولات كه ...» (ص ٣٩ ، ١٣٧١ هـ. ق ، ط ، ١ ، ايران ، بتصحيح الدكتور موسى عميد).
قد ذكر الشيخ في الرسالة المذكورة أربعة براهين من الشفاء على تجرّد النفس وقد أوجز في تحريرها بالفارسية : الأوّل منها هو الأوّل منه ، والثانى منها هو الثالث منه ، والثالث منها هو الثانى منه ، والرابع منها هو الخامس منه ، كما تقدم التنبيه على ذلك في أثناء شروح البراهين المذكورة.
وكذلك الشيخ قدّس سرّه في رسالته في السعادة والحجج العشر على أن النفس الإنسانية جوهر مفارق ، قد حرّر البرهان الخامس من نفس الشفاء بعبارة أخرى تتضمن تمثيلا