النفس مربعة ، وإمّا أن لا تصير كذلك فإن صارت مربعة مثلا فهي غير مجرّدة بل هي جسمانية ، وإن لم تصر مربعة فصورة المربع غير موجودة فيها لأنّه لا فرق بين أن يقال إنها ليست مربعة وبين أن يقال صورة المربع غير موجودة فيها. فهذا الإشكال قوى جدا ولم يظهر لى بعد عنه جواب يمكننى أن أظهره في كتابى هذا.
أقول : لعلّ صاحب المباحث لمّا كان قائلا في العلم بالإضافة وكان هذا القول أعنى الاعتراض المذكور مؤيدا له ، قال : إنّه قوى كأنّه أخبر بذلك رصانة رأيه في العلم بأنّه إضافة ، مع أنّه لا يخفى على ذوى الألباب ركاكة رأي الإضافة في العلم.
قال المحقق الطوسى في شرح الفصل السابع من النمط الثالث من الإشارات في البحث عن ماهية الإدراك ما هذا لفظه :
واعلم انّ العلماء اختلفوا في ماهية الإدراك اختلافا عظيما وطوّلوا الكلام فيها لا لخفائها بل لشدة وضوحها فمنهم من جعل الإضافة العارضة للمدرك إلى المدرك نفس الإدراك ليندفع عنه بعض الشكوك الموردة على كون الإدراك صورة وغفل عن استدعاء الإضافة ثبوت المتضائفين فلزمه أن لا يكون ما ليس بموجود في الخارج مدركا ، وأن لا يكون إدراك ما جهلا البتة لأنّ الجهل هو كون الصورة الذهنية للحقيقة الخارجية غير مطابقة إياها (ص ٧٧ ، ط شيخ رضا).
يعنى المحقق في قوله : «فمنهم من جعل الإضافة نفس الإدراك» ، الفخر الرازى ويعبّر عنه في شرح الإشارات بالفاضل الشارح. ثمّ نقل بعد نقل اختلاف الآراء في العلم أي الادراك بعض اعتراضات هذا الفاضل.
منها قوله :
فمن اعتراضات الفاضل الشارح في هذا الموضع أنّ الصورة الذهنية إن لم تكن مطابقة للخارج كانت جهلا ، وإن كانت مطابقة فلا بدّ من أمر في الخارج وحينئذ لم لا يجوز أن يكون الإدراك حالة نسبية بين المدرك وبينه.
ثمّ نقل بعض اعتراضاته الأخر وأجاب عنها. وصدر المتألهين في عدّة مواضع من الأسفار تصدّى لدفع وهم الفخر في كون العلم إضافيا.