والعظم والحقارة بل باعتبار ما أضيفت إليه فإذا كان اتصافها بها لا بذاتها بل بالإضافة فإدراك القوىّ يلزم أن يكون قويا ، كذلك إدراك الشيء الضعيف يلزم أن يكون ذلك الإدراك ضعيفا.
وقوله : «حيث وصف الشيء المتخيل بالحقارة» يعنى أنّ الحقير في قوله تخيل الشيء الحقير ، وصف للتخيل.
وقوله : «وأيضا الاستغراق في إدراك الشيء في الحقيقة يرجع إلى ضعف الإدراك» كلام سام بعيد الغور وذلك لأنّ الكامل لا يشغله شأن عن شأن ، أعنى أنّه يصير مظهرا للاسم الشريف يا من لا يشغله شأن عن شأن. قال المعلّم الثانى الفارابى في الفص الواحد والخمسين والذي بعده من الفصوص :
الروح القدسية لا يشغلها جهة تحت عن جهة فوق ، ولا يستغرق الحس الظاهر حسّها الباطن ـ إلى أن قال : الأرواح العامية الضعيفة إذا مالت إلى الباطن غابت عن الظاهر ، وإذا مالت إلى الظاهر غابت عن الباطن إلخ.
وراجع شرحنا على الفصوص الموسوم بـ نصوص الحكم على فصوص الحكم (ص ٣٠٢ ـ ٣١٥ ، ط ١).
وكذا قال الشيخ الأكبر العارف العربى في الفصّ الاسحاقى من فصوص الحكم في البحث عن خلق العارف بهمّته ما هذا لفظه :
والعارف يخلق بهمّته ما يكون له وجود من خارج محلّ الهمّة ولكن لا تزال الهمّة تحفظه ولا يئودها حفظه أي حفظ ما خلقته فمتى طرأ على العارف غفلة عن حفظ ما خلق عدم ذلك المخلوق إلّا أن يكون العارف قد ضبط جميع الحضرات وهو لا يغفل مطلقا إلخ.
وراجع في تنقيب ذلك شرحنا على فصوص الحكم هذا أيضا.
وقوله : «وأيضا ما ذكره مشترك إلخ» يعنى أنّ ما ذكره جار في الإدراك العقلى أيضا فيلزم منه أن تكون القوّة العاقلة أيضا جسمانية كالخيالية. فقوله : «فانا متى استغرقنا ـ إلى قوله : عن تعقل غيره» بيان لجريان ما ذكره في الإدراك التخيلى. وقوله : «ومن