ص ١٨٧ بتصحيح الراقم وتعليقاته عليه).
وهو الحجة السادسة في الأسفار على تجرّد القوّة الخيالية والوهمية. قال : «الحجة السادسة لو كانت القوّة العاقلة جسدانية لضعفت في زمان الشيخوخة دائما إلخ (ج ٤ ، ص ٧٢ ، ط ١).
وهو الحجة الخامسة من رسالة في السعادة والحجج العشر للشيخ الرئيس أيضا بتقرير آخر قال :
الحجة الخامسة ، من البيّن أنّ الأجسام الواقعة تحت النمو تأخذ في سنّ الشيخوخة في الضعف وكذلك جميع القوى الملابسة لها ، ولو كان محل العلم جسما أو قوّة جسمانية تتعلق تنميتها بكمال الجسم وقوّتها بقوّته لكانت الشيخوخة على الاضطرار تضعف القوّة المميزة ، أو الجوهر التمييزى عن تعقل الحكمة فلا يوجد أحد من الناس إلّا وهو في تلك الحال أضعف منه في الأحوال التي كان الجسم والقوى الجسمانية فيها قوية جدا ، وقد نرى من يكبر سنّه ، ويأخذ جوهره الجسمانى في الذبول يكون أقوى تمييزا ممّا كان أوّلا ، بل ذلك على الأكثر؛ ولو كان الموضوع جسما حقا لما كان يوجد هذا في حال أبدا؛ فإذا موضوع العلم جوهر غير جسمانى ، وذلك ما أردنا أن نبيّن. (ص ٩ ، ط ١ بحيدرآباد الدكن).
وهو البرهان الرابع على جوهرية النفس وغناها عن البدن في القوام ، في الفصل التاسع من رسالة الشيخ الرئيس أيضا الموسومة بـ هدية الرئيس أهداها للأمير نوح بن منصور السامانى ، بتقرير آخر. قال :
ومن البراهين الدالّة على صحة هذه الدعوى ما أنا مبيّنة فأقول : لا شك أنّ الجسم الحيواني والآلات الحيوانية إذا استوفين سنّ النمو وسنّ الوقوف أخذت في الذبول والتنقّص وضعف القوّة وكلال المنّة وذلك عند الإنافة على الأربعين سنة. ولو كانت القوّة الناطقة العاقلة قوّة جسمانيّة آليّة لكان لا يوجد أحد من الناس في هذه السنين إلّا وقد أخذت قوّته هذه تتنقص ولكنّ الأمر في أكثر الناس على خلاف هذا بل العادة جرت في الأكثر أنّهم يستفيدون ذكاء في القوّة العاقلة وزيادة بصيرة. فإذن