قال اللّه (تعالى شأنه) : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (القرآن الكريم ، سورة البقرة ، الآية ١٥٥).
قال البيضاوي في تفسير هذه الآية الكريمة ما هذا لفظه :
وفيها دلالة على أنّ الأرواح جواهر قائمة بأنفسها مغايرة لما يحسّ به من البدن تبقى بعد الموت درّاكة ، وعليه جمهور الصحابة والتابعين ، وبه نطقت الآيات والسنن.
قوله عزّ من قائل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (القرآن الحكيم ، سورة آل عمران ، الآية ١٧١).
وقال البيضاوى في تفسير هذه الآية :
الآية تدلّ على أنّ الإنسان غير الهيكل المحسوس ، بل هو جوهر مدرك بذاته لا يفنى بخراب البدن ، ولا يتوقف عليه إدراكه وتألمه والتذاذه.
وقال اللّه سبحانه : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (القرآن العظيم ، سورة الإسراء ، الآية ٨٥).
قال سبط ابن الجوزى في التذكرة (ط ١ ، من الرحلى الحجرى ، ص ٨٧) :
في رواية طويلة أنّ ملك الروم كتب إلى أمير المؤمنين على عليه السّلام : علمت أنك من أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة وأنت موصوف بالشجاعة والعلم ، وأؤثر أن تكشف لي عن مذهبكم الروح التي ذكرها اللّه في كتابكم في قوله : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّى؟ فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السّلام : أمّا بعد فالروح نكتة لطيفة ولمعة شريفة من صنعة بارئها وقدرة منشئها ، أخرجها من خزائن ملكه وأسكنها