بالقابلية بأن يكون المتخيل المشكل صورة لتلك القوة كما مرّ ، ولا بالمقبولية بأن تكون القوّة صورة له لا ستحالة كون المدرك بالقوّة صورة لما هو مدرك بالفعل فبقى أن تكون العلاقة بينهما بالفاعلية والمفعولية فكون المقدار المشكل فاعلا للقوّة الدرّاكة غير صحيح لما ثبت أنّ المقادير ليست عللا فاعلية لأمر مباين.
وأيضا هذه القوّة باقية فينا وتلك الصورة وأشباهها قد تزال وتسترجع.
فبقى أنّ القوّة الخيالية فاعلة إياها أو واسطة أو شريكة ، فهي لو كانت قوة مادية لكان تأثيرها بمشاركة الوضع وكل ما تأثيره بمشاركته فلا يؤثر إلّا فيما له أو لمحلّه وضع بالقياس إليه فالنار لا تسخن إلّا لما يجاورها في جهة منها ، والشمس لا تضيء إلا لما يقابلها في جهة منها ، والصورة الخيالية غير واقعة في جهة من جهات هذا العالم.
وأيضا هي ممّا يحدث دفعة والقوّة الجسمانية لا يمكن أن يكون لها نسبة إلى نفس صورة شيء تحدث تلك الصورة بسببها قبل وجودها لأنّ النسبة إلى ما لم يوجد بعد غير ممكنة ، وقد برهن على أنّ المؤثر الجسماني لا بدّ وأن يكون له تلك النسبة حاصلة قبل وجود أثره قبلية زمانية أو ذاتية فلا بدّ وأن يكون له تلك النسبة الوضعية بالقياس إلى مادة الأثر قبل حصول الأثر كمثال النار والشمس في تأثيرهما ، فلو كان للقوّة الخيالية وضع لكان ذلك الوضع حاصلا قبل حصول تلك الصور الخيالية الحادثة بالقياس إلى مادتها ، وقد ثبت أنّ تلك الصور لا مادة لها فالمؤثر في تلك الصور لا يمكن أن يكون قوة جسمانية مادية بوجه من وجوه التأثير فإذا لم تكن علاقة القوّة الخيالية إلى تلك الصورة وضعية جسمانية ، ولا هي عديمة العلاقة إليها فهي لا محالة مبدأ غير جسماني لها فتكون مجرّدة عن المادة وعلائقها هذا ما أردناه.
وتلخيصه : أنّ الصورة الخيالية غير ذات وضع وكل ما لا وضع له لا يمكن حصوله في ذى وضع فهي غير حاصلة في قوّة جسمانية لا بوجه القبول ولا بوجه الفعل ولا بوجه المباينة الوضعية فالمدرك لها قوّة مجرّدة وهي ليست القوّة العاقلة لأنّ مدركات العقل غير منقسمة لأنّها كلية.
وأيضا العقل متحد بالمعقولات عند صيرورته عقلا بالفعل ، وما يدرك المعقول من