حيث كونه مدركا له غير مدرك للمتخيل فإذن القوّة المدركة للصور المتخيّلة قوّة أخرى دون العقل فيثبت كون الخيال قوّة مجرّدة.
أقول : هذه الحجة هي الحجة الأولى من حجج تجرّد الخيال في الأسفار (ج ١ ، ط ١ ، ص ٣١٦). وقد حررناها في الدرس الثانى والسبعين من كتابنا الفارسى دروس معرفت نفس تحرير إيضاح وتبيين بالفارسية (ص ٢١١ ـ ٢١٧ ، ط ١) فلا نعيده هاهنا.
قوله : «وقد علمت أنّها ليست بالقابلية ـ إلى قوله لتلك القوّة كما مرّ». يعنى أنّ العلاقة ليست بالقابلية كما مرّ في صدر هذه الحجة من أنّ المادة الواحدة لا يجوز أن يشتغل في آن واحد بمقدار صغير ـ إلى قوله : «دفعة واحدة».
قوله : «وقد برهن على أنّ المؤثر الجسمانى إلخ». قد برهن ذلك في الفصل السادس والثلاثين من المرحلة السادسة من أنّ القوى الجسمانية لا تفعل ما تفعل إلّا بمشاركة الوضع إلخ (ج ١ ، ط ١ ، ص ٢٠٤).
والفرق بين هذه الحجة وبين الحجة الأولى أنّ محطّ النظر في الأولى الامتياز؛ وبعبارة أخرى الملاك في الحجة الأولى هو التمييز بين الصور الخيالية المتعددة التي لا وجود لها في الخارج ، بخلاف الثانية فإنّ ملاك البحث فيها هو الصورة الخيالية الواحدة التي لا تحقق لها في الخارج ثمّ إجراء البرهان على سبيل تشقيق السؤال فيها ، وإن كانت الحجتان في كثير من الأحكام متشاركتين ومتشابهتين.