تصور ، فإنّ الأمور التصديقية قد يخبر عنها فقدان التصور ، وإذا تمكّنت النفس من التصور سارع إليها التصديق (ص ١٣٣ ، ط ٢ ، الكويت).
ثمّ الفخر الرازى أورد الأسئلة والأجوبة حول الدليل المذكور مما دارت بين الشيخ وتلامذته. وكذا على رويته صاحب الأسفار مع إضافات نورية على ما في المباحث ، كما قال على وزان الرازى وما زاد عليها ، ما هذا لفظه :
الحجة الثانية وهي التي عوّل عليها الشيخ في كتاب المباحثات واعتقد أنّها أجلّ ما عنده في هذا الباب. ثمّ إنّ تلامذته أكثروا من الاعتراضات عليها والشيخ أجاب عنها؛ وتلك الأسئلة والأجوبة رأيتها متفرقة في مجموعة مشتملة على مراسلات وقعت من الشيخ وتلامذته فنوردها هنا على الترتيب مع زوائد سانحة لنا في الاتمام ....
والطالب وإن كان يراجع فيهما إلى المباحث والأسفار لكنّا نأتي بهما مع زيادة بيان فيهما إن شاء اللّه تعالى. وليعلم أنّى أرى أنّ عبارات المجيب ليست من قلم الشيخ ، بل إنّ أحدا من تلامذته قرّر وحرّر ما دار بين الشيخ وبين تلامذته حول هذه الحجة على ما فهمه ، وكأنّما لذلك عبر بالمجيب لا بالشيخ ، وهكذا الكلام في السائل ، كيف لا وأنت ترى أنّ بعض الأجوبة بمعزل عن التحقيق جدّا ، وبعضها ممّا يرى في المباحثات متفرقة. ونحن نأتى بهما زيادة للإستبصار في المقام وسنتلوهما عليك فإنّه حوار يشحّذ الذهن ويوجب الرياضة الفكرية فنقول أولا :
اعلم انّ المجرّد يعقل ذاته ، ولم يلزم من بيان ذلك لزوم عكسه وهو أنّ كل ما يعقل ذاته فهو مجرّد لأنّ الكلية الموجبة لا تنعكس كلية موجبة فبيّن بتلك الأصول الرصينة في الدليل المذكور في المباحثات ذلك وهو أنّ كل ما يدرك ذاته فماهيته له ، وكل ما ماهيته له فهو مجرّد فتبصّر.
وثانيا عليك بتلك الأسئلة والأجوبة حول هذه الحجة على وفق ما في الأسفار مع بعض زيادات إيضاحية منّا نهديها إليك :
قال السائل : إنّا لا نسلّم أنّ إدراكنا لذاتنا يقتضي أن تكون حقيقة ذاتنا حاصلة لنا.