الخارج ، فأمّا على كثيرين في الذهن فلم يقم.
ثمّ قال صاحب الأسفار :
أقول : حاشا الجناب الإلهي أن تكون له ماهية محتملة للشركة بين كثيرين لا في الخارج ولا في الذهن ، كيف وذاته صرف الوجود القائم بذاته التام الذي لا أتم منه ولا مكافي له إذ كل ماله ماهية كلية يكون تشخصه زائدا عليه ، وكذا الوجود لكونه عين التشخص؛ فكل ماهية أو ذى ماهية فهو ممكن الوجود. فالحقّ في الجواب أن يقال : نحن لا نعرف حقيقة الباري بكنهه بل نعرف بخواص ولوازم إضافية أو سلبية. انتهى.
وأقول : الجناب الإلهى وجود صمدي لا ماهية له بلا كلام ، ولكن هذا الرأى القويم في التوحيد الذي هو في الحقيقة برهان الصدّيقين ، أنّما يتأتى لمن تخلّص عن الآراء الكلامية والحكميّة الرائجة وأمّا من هو في أوائل سيره العلمي فهو يحتمل تكثّر واجب الوجود وإلّا فلم أقام الحكماء أدلّة على إثبات توحيده سبحانه بمعنى أنّه لا شريك له في وجوب الوجود أوّلا ، ثمّ على توحيده تعالى في الإلهية بمعنى أنّه لا شريك له في الإلهية وأن إله العالم واحد ثانيا؟.
قال السائل : سلّمنا أنّ من عقل ذاتا فانّه يحصل له ماهية المعقول لكن لم لا يجوز أن يحصل ذاتى في قوّتى الوهمية فتشعر قوّتى الوهمية بها ، كما أنّ القوّة العاقلة تشعر بالوهمية فعلى هذا لا يكون القوّة العاقلة مقارنة لذاتها بل للقوّة الوهمية كما انّكم تقولون القوّة الوهمية غير مقارنة لذاتها بل للقوّة العاقلة.
قال المجيب : شعورك بهويتك ليس بشيء من قواك وإلّا لم يكن المشعور بها هو الشاعر. وأنت مع شعورك بذاتك تشعر انّك أنّما تشعر بنفسك وانك أنت الشاعر والمشعور به. وأيضا فإن كان الشاعر بنفسك قوّة أخرى فهي إمّا قائمة بنفسك ، أو غير قائمة بنفسك؛ وإن كانت قائمة بنفسك فنفسك الثابتة للقوّة الثابتة لنفسك ثابتة لنفسك وهو المطلوب. وإن كانت غير قائمة بنفسك بل بجسم فنفسك إمّا أن تكون قائمة بذلك الجسم أو لا يكون؛ فإن لم يكن وجب أن لا يكون هناك شعور بذاتك بوجه ولا إدراك