مع أنّه ظهر منها أيضا أنّها تقسّم على كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، على أولياء الله ، والفاسق كيف يكون من أولياء الله؟!
منها صحيحة بريد العجلي عن الصادق عليهالسلام في حكاية بعث أمير المؤمنين عليهالسلام المصدّق ، مع أنّه عليهالسلام قال بعد ذلك : «فإنّ ذلك أعظم لأجرك ، وأقرب لرشدك ، ينظر الله إليها وإليك ، وإلى جهدك ونصيحتك لمن بعثك وبعثت في حاجته» (١) الحديث.
وكيف يجتمع هذا مع الفسق والعصيان ، وما قالوه في الفاسق والعاصي ، وفيمن ادّعى أنّه من الشيعة ولا يطيع الله ، وأنّه كاذب ، وأنّه لا ينفعه ، والتأكيدات في ذلك.
وفيما كتب الرضا عليهالسلام في جواب محمّد بن سنان في علّة الزكاة من أنّها «من أجل قوت الفقراء». إلى أن قال عليهالسلام : «مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة ، والحثّ لهم على المواساة ، وتقوية الفقراء ، والمعونة لهم على أمر الدين» (٢).
وفي رواية معتب عن الصادق عليهالسلام : «إنّ الزكاة وضعت اختبارا للأغنياء ومعونة للفقراء» (٣) وبديهي أنّ المعونة هي أسباب الإعانة ، وإعانة الإثم أيضا لا يكون إلّا بمعونة.
فظهر أنّ الزكاة لم توضع معونة للإثم ، بل معونة لغيره جزما ، وكذلك الحال في الرأفة والرحمة والعطوفة ، للمنع عن جميع ذلك بالنسبة إلى من عاصى مطلقا ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٤ / ٩٦ الحديث ٢٧٤ ، وسائل الشيعة : ٩ / ١٢٩ الحديث ١١٦٧٨.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٤ الحديث ٧ ، وسائل الشيعة : ٩ / ١٢ الحديث ١١٣٩٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٤ الحديث ٦ ، وسائل الشيعة : ٩ / ١٢ الحديث ١١٣٩٢ مع اختلاف يسير.