والمعبديات (١) لقوّادكم |
|
وما بهذا أحد يغبط |
فهكذا يرزق أجناده (٢) |
|
خليفة مصحفه البربط (٣) |
زاد الجازري قال القاضي : البربط العود ، وأصله بالفارسية ، والعرب تسميه المزهر ، وقال النهرواني : خذوا عطاياكم ، وقال : يرزق أصحابه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا محمد بن عبد الواحد الأكبر ، نا محمد بن العباس الخزّاز ، نا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، نا محمد بن القاسم بن خلّاد ، قال : لما طال على إبراهيم بن شكلة الاختفاء وضجر ، كتب إلى المأمون : وليّ الثأر محكّم في القصاص ، والعفو أقرب إلى التقوى ، ومن تناوله الاغترار بما مدّ له من أسباب الرجاء أمن (٥) عادية (٦) الدهر على نفسه ، وقد جعل الله أمير المؤمنين فوق كلّ ذي عفو ، كما جعل كلّ ذي ذنب دونه ، فإن عفا فبفضله ، وإن عاقب فبحقه. فوقّع المأمون في قصته أمانه. وقال فيها : القدرة تذهب الحفيظة ، وكفى بالندم إنابة ، وعفو الله أوسع من كل شيء ، ولما دخل إبراهيم على المأمون قال :
إن أكن مذنبا فحظّي أخطأ |
|
ت فدع عنك كثرة التأنيب |
قل كما قال يوسف لبني يعقوب |
|
ـ لمّا أتوه ـ : لا تثريب |
فقال : (لا تَثْرِيبَ)(٧).
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ، أنا محمد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط قال (٨) : وفيها ـ يعني سنة عشر ومائتين ـ ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي فعفا عنه.
__________________
(١) المعبديات نسبة إلى معبد المغني.
(٢) الديوان : أصحابه.
(٣) البربط عود الطرب (معرب).
(٤) تاريخ بغداد ٦ / ١٤٤ ـ ١٤٥.
(٥) عن تاريخ بغداد وبالأصل «من».
(٦) في تاريخ بغداد : غادية.
(٧) من الآية ٩٣ من سورة يوسف.
(٨) تاريخ خليفة ص ٤٧٣.