من عند أميركم الفضل بن عبّاس ، حجبني ، فقلت أبياتا ما سمعها أحد بعد ، فقلت : أنشدنيها ، فأنشدني (١) :
لمّا تفكّرت في احتجابك (٢) |
|
عاتبت نفسي على عتابك |
فما أراها (٣) تميل طوعا |
|
إلّا إلى اليأس من ثوابك |
قد وقع اليأس فاستوينا |
|
فكن كما شئت في احتجابك (٤) |
فإن تزرني أزرك وإن |
|
تقف ببابي أقف ببابك |
والله ما أنت في حسابي |
|
إلّا إذا كنت في حسابك |
قال : وحدثني إدريس هذا ، قال : حجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت إليه (٥) :
سأترككم حتى يلين حجابكم |
|
على أنّه لا بدّ أن سيلين |
خذوا حذركم من نوبة الدّهر إنّها |
|
وإن لم تكن حانت فسوف تحين |
فلما قرأ البيتين ردّني وقضى حاجتي.
٥٧٨ ـ آدم نبي الله صلىاللهعليهوسلم يكنى أبا محمد ، ويقال : أبو البشر
جاء في بعض الآثار أنه كان يسكن بيت أبيات (٦) ، ومسجدها إليه ينسب.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أحمد بن عبد الله بن الفرج ، نا إبراهيم بن مروان قال : سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول : سمعت عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال : وكان آدم في بيت أبيات وكانت حوالي بيت لهيا. صوابه عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل.
__________________
(١) الأبيات الثلاثة الأولى في الوافي ٨ / ٣١٧.
(٢) الوافي : حجابك.
(٣) الوافي : فلم أجدها.
(٤) الوافي : اجتنابك.
(٥) البيتان في الوافي ٨ / ٣١٧ ومختصر ابن منظور ٤ / ٢١٥.
(٦) بيت أبيات : غربي الصالحية ، من قرى دمشق (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٦٣).