أخبرني محمد بن الحكم أنه رأى إبراهيم بن نصر السّوريني في عسكر محمد بن حميد الطوسي بالدّينور في قتال بابك فوجد إبراهيم بن نصر مقتولا سنة عشر ومائتين (١).
٥٢٨ ـ إبراهيم بن نصر الكرماني
أحد الأبدال
كان يكون بجبل لبنان من أعمال دمشق.
حكى عنه : أبو عبد الله محمد بن مانك (٢) السّجستاني الصّوفي.
أنبأنا أبو طاهر محمد بن إبراهيم بن مكي الأصبهاني ، أنا عباس الزاراني ، وأبو زيد ، وأبو منصور المصقليان ـ سماعا وإجازة ـ قالوا : أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني ، أخبرني أبو علي الحسين بن جعفر الرقاعي ، نا أبو بكر محمد بن علي ، نا أبو عبد الله محمد بن مانك السّجستاني قال : دخلت جبل لبنان مع جماعة ومعنا أبو نصر بن بزراك الدّمشقي نلتمس من به من العبّاد فسرنا فيه ثلاثة أيام ، فما رأينا أحدا ، فلما كان اليوم الرابع ضرّت عليّ رجلي ، فإني كنت حافيا ، وضعفت عن المشي ، فصعدنا جبلا شامخا كان عليه شجرة ، وقعدنا ، فقالوا لي : اجلس أنت هاهنا حتى نذهب لعلّنا نلقى واحدا من سكّان هذا الجبل ، فمضوا جميعا وبقيت أنا وحدي ، فلما جنّ الليل صعدت إلى الشجرة ، فلمّا كان وجه الصّبح نزلت ألتمس الماء للوضوء ، فانحدرت في الوادي لطلب الماء فوجدت عينا صغيرة ، وتوضّأت وقمت أصلّي ، فسمعت صوت قراءة ، فلمّا أن سلّمت طلبت الأثر ، فرأيت كهفا وقدّامه صخرة ، فصعدت الصخرة ورميت حجرا إلى الكهف خشية أن يكون فيه وحش فلم أر شيئا ، فدخلت الكهف ، فإذا شيخ ضرير فسلّمت عليه ، فقال : أجنّي أنت أم إنسيّ؟ فقلت : بل إنسي ، فقال : لا إله إلّا الله ما رأيت إنسيا منذ ثلاثين سنة غيرك ، ثم قال : ادخل ، فدخلت ، فقال : لعلك تعبت فاطرح نفسك ، فدفعت إلى داخل الكهف ، فإذا فيه ثلاثة أقبر ، فنمت ، فلما كان وقت الزوال ناداني ، فقال : الصلاة رحمك الله ، فخرجت إلى العين وتمسّحت فصلّينا جماعة ، ثم قام فلم يزل يصلّي حتى كان آخر وقت الظهر ، ثم
__________________
(١) في سير الأعلام : استشهد في حرب بابك الخرمي سنة ثلاث عشرة ومائتين ، ويقال : سنة عشر ومائتين في الكهولة ، وفي تذكرة الحفاظ ٢ / ٤١٥ ويقال سنة ٢١٣ ه.
(٢) في مختصر ابن منظور ٤ / ١٦٧ مالك.