أفواه الناس حتى يقولوا : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)(١) قال : فأوحى الله أن يا إبراهيم ، أنا علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديد.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، وأبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسين بن عمرو القنديني الزاهد بمرو ، وأبو طاهر محمد بن محمد بن الحارث الحارثي ، قالوا : أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه ـ نزيل هراة قدم مرو ـ نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ الكاغذيّ (٢) ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي ، نا عيسى بن أحمد ، نا النضر ـ هو ابن شميل ـ أنا عوف ، عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه ، وأمله خلفه ، فلما أصاب الذنب جعل الله أمله بين عينيه ، وأجله خلفه ، فلا يزال يأمل حتى يموت» [٢٠٤٣].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ، نا أحمد بن سلمة قال : سمعت الحسين بن منصور يقول : سمعت علي بن عثّام (٣) يقول : حدثني أبو خالد الأحمر ، عن إسماعيل ، عن الحسن ، قال : كان آدم في الجنة وأمله وراء ظهره وأجله بين عينيه ، فلما خرج من الجنة جعل أمله بين عينيه وأجله وراء ظهره.
أخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا جعفر بن أحمد السراج ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عبد الله بن سعد القرشي ، نا يزيد بن هارون ، أنا هشام بن حسان قال : سمعت الحسن يقول : كان آدم قبل أن يخطئ أمله خلف ظهره ، وأجله بين عينيه ، فلما أصاب الخطيئة حوّل فجعل أمله بين عينيه ، وأجله خلف ظهره.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبي ومحمد بن أحمد قالا : نا
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ١٢١.
(٢) بالأصل «الكاغدي» والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى عمل الكاغذ الذي يكتب عليه وبيعه ، وهو لا يعمل في المشرق إلّا بسمرقند. وترجم له ترجمة قصيرة.
(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٥٦٩ (١٩٨).
(٤) حلية الأولياء ٤ / ٢٧٨ في ترجمة سعيد بن جبير.