فاختار العقل ، فقال الملك للدين والعلم ارتفعا ، قالا : أمرنا أن لا نفارق العقل.
قال : ونا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، حدّثني حمزة بن العباس المروزي ، نا خاقان أبو سهل ، نا الحسن القطان ، عن شراحيل أبي عثمان ، عن حمّاد رجل من أهل مكة قال : لما أهبط آدم عليهالسلام إلى الأرض أتاه جبريل بثلاثة أشياء : بالدين والعقل وحسن الخلق ، فقال : إن الله يخيّرك واحدا من الثلاثة فقال : يا جبريل ما رأيت أحسن من هؤلاء إلّا في الجنة. فمد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه فقال لذيناك : اصعدا ، قالا : لا نفعل ، قال : أتعصياني؟ قالا : لا نعصيك ولكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فصارت الثلاثة إلى آدم.
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي ، أنا أحمد بن عبيد الله بن أحمد المخلدي ، نا أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم ، نا كامل بن مكرم ، نا جبريل بن مجاع ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا وكيع ، عن أبي فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي أمامة الباهلي قال : لو أن أحلام بني آدم وضعت في كفة ووضع حلم آدم في كفة ، لرجح حلمه حلمهم ثم قرأ : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، نا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي ، نا يزيد بن هارون ، أنا هشام بن حسان قال : سمعت الحسن يقول : كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده.
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن هارون الرّوياني ، نا ابن رزق الله ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب ، عن عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي (٢). عن أبي ذر الغفاري قال : قلت : يا رسول الله من أول الأنبياء؟ قال : «آدم»
__________________
(١) سورة طه ، الآية : ١١٥.
(٢) بياض في المخطوط «صفحتان كاملتان» وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي يروي عن أبي ذر انظر ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٤٨٧ والمستدرك بين معكوفتين عن م ، وسنشير في نهاية السقط في موضعه.