تسألني؟ فقال له غيلان : سل. فقال له إياس : أي شيء أفضل (١) خلق الله عزوجل؟ قال : العقل ، فقال إياس : فمن شاء استكثر منه ومن شاء استكثر. فسكت غيلان مليا ، ثم قال : سل عن غير هذا ، فقال له إياس : أخبرني عن العلم قبل أو العمل؟ فقال غيلان : والله لا أجبتك فيها. فقال إياس : فدعها وأخبرني عن الخلق خلقهم الله مختلفين أو مؤتلفين؟ فنهض غيلان وهو يقول : والله لا جمعني وإياك مجلس أبدا.
قال الأصمعي : وفي حديث عديّ : أن غيلان قال لعمر أتوب إلى الله ولا أعود إلى هذه المقالة أبدا. فدعا عليه عمر إن كان كاذبا فأجيبت دعوته.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، حدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا أحمد بن علي.
وأخبرنا أبو بكر الشّحامي ، أنا أبو صالح المؤذن ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا العباس بن محمد ، قالا : حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا سعيد بن عامر ، حدّثنا عمر بن علي قال : قال رجل لإياس بن معاوية : يا أبا واثلة حتى متى يتوالد الناس ويؤتون؟ فقال لجلسائه : أجيبوه فلم يكن عندهم جواب ، فقال إياس : حتى تتكامل العدتان عدة أهل النار وعدة أهل الجنة.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السّلميون ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعيد (٢) ، حدّثنا عاصم بن عمر بن علي المقدّمي ، حدّثني أبي عن سفيان بن حسين ، قال : سمعت إياس بن معاوية يقول : لأن يكون في فعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن عثمان بن السّوّاق ومحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين ، قالا : أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العصّاري ، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص ، نا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي بن عاصم بن عمر بن علي المقدّمي ، حدّثنا أبي عن
__________________
(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر وفوقها كلمة «لعله».
(٢) في أخبار القضاة : عبد الله بن عمرو بن أبي سعد.
(٣) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٥٠.