دخل أبو نصر التمّار على خالي فقال له : أين كنت؟ قال : عند معروف ، قال : فقال له : عن أي شيء سألته قال : قلت له : يا أبا محفوظ : بلغني أنك تحضر الولائم وتأكل الطيبات فقال : نعم ، قال : قلت له : ولم ذلك؟ قال لي : يا أخي أنا ضيف [الله](١) من أي شيء أطعمني [أكلت](٢) ، قال أبو نصر [لبشر](٣) : أسمعك تقول أعرف رجلا يشتهي باذنجانة من كذا وكذا سنة ، ومعروف يأكل الطيبات. قال بشر : أبو نصر التمار ـ أخي معروف ـ يأكل لبسط المعرفة ، وأنا آكل بقبض الورع.
أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ـ في كتابه ـ حدّثنا محمد بن يحيى بن إبراهيم ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : سمعت عبد الله بن محمد بن حمدان الزاهد الفقيه ـ بعكبرا ـ يقول : سمعت محمد بن مخلد يقول : حدّثنا عبد الصمد بن حميد بن الصّبّاح قال : سمعت عبد الوهاب يقول : ما رأيت أحدا أقدر على ترك شهوة من بشر الحافي.
قال : وأخبرنا [أبو] عبد الرّحمن قال : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت حمزة البزّاز يقول : ما رأيت أحدا من الزهاد إلّا وهو يذمّ الدنيا ويأخذ منها غير بشر بن الحارث فإنه كان يذمّها ويفرّ منها.
أخبرنا أبو الحسن الدّينوري ، حدّثنا أبو الحسن بن القزويني ، قال : قرأت على يوسف بن عمر ، حدثكم محمد بن [أحمد بن الحسن ، نا](٤) أحمد بن المغلّس قال : سمعت أبا نصر بشرا يقول وقد قال له رجل : يا أبا نصر ما أشدّ حبّ الناس لك ، فغلظ عليه ذلك ثم قال : ولك عافاك الله ، قال : وكيف؟ قال : دع لهم ما في أيديهم. فذكرت لأبي نصر فقلت : حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس (٥) ، حدّثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : أتى رجل للنبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله من السماء ، وأحبّني الناس من الأرض. قال : فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ازهد في
__________________
(١) الزيادة في الخبر عن المطبوعة ١٠ / ٥٧.
(٢) الزيادة في الخبر عن المطبوعة ١٠ / ٥٧.
(٣) الزيادة في الخبر عن المطبوعة ١٠ / ٥٧.
(٤) الزيادة مقتبسة عن المطبوعة ١٠ / ٥٨ ومختصر ابن منظور ٥ / ١٩٥ وانظر م.
(٥) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٩٥ وبالأصل «عبد» بدل «عبد الله». انظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣٩٢ وفيها : إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس ، أبو عبد الله الأصبحي المدني وفي م : بن أبي إدريس.