عندكم ثمنا فلا تشبّهوا (١) على أنفسكم ، تعملون عملا لله لثواب الدنيا ، ومن كان كذلك فو الله لقد رضي بقليل حيث استغنيتم (٢) باليسير من عرض الدنيا ، ولم ترضوا ربكم فيها ، ورفضتم ما يبقى لكم ، وكفاكم منه بيسير.
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو ، وأبو القاسم بن الحسن الطهماني ح.
وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب عن [العباس بن] الوليد بن مزيد ، [حدّثنا أبي] حدثنا الضحاك بن عبد الرحمن ، قال : سمعت بلال بن سعد يقول : عباد الرحمن لو قد غفرت لكم خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون لكم شغلا ، ولو عملتم بما تعملون لكنتم عباد الله حقّا (٣).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا [أبو] عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى ، قالا : حدثنا أبو [العباس الأصم ، حدّثنا](٤) العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، حدثنا الضحاك قال : سمعت بلال بن سعيد يقول (٥) : عبد الرحمن ، أمّا ما وكلكم الله به فتضيّعون ، وأمّا ما تكفّل الله لكم به فتطلبون! ما هكذا نعت الله عباده الموقنين (٦) ؛ ذو وعقول في طلب الدنيا ، وبله عما خلقتم له؟ فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعته ، فكذلك أشفقوا من عقاب الله بما تنتهكون من معاصي الله.
أخبرنا أبو محمد الأكفاني والسّلمي ، قالا : حدثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : وحدّثني أبو يعقوب التّميمي ، حدثنا العباس بن الوليد عن أبيه حدثنا الأوزاعي قال : ربّما سمعت بلال بن سعد يقول : لكأنّا قوم لا يعقلون ، وكأنّا قوم لا يوقنون.
قال : وحدثنا العباس بن الوليد حدّثني أبي حدثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي
__________________
(١) في حلية الأولياء ٥ / ٢٣٢ فلا تشقوا.
(٢) الحلية : حيث استعنتم على اليسير من عمل الدنيا.
(٣) حلية الأولياء ٥ / ٢٣١.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة ١٠ / ٣٦٦.
(٥) حلية الأولياء ٠ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.
(٦) الحلية : المؤمنين.