أخبرنا أبو السعادات المتوكّلي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة (١) السلمي ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى النيسابوري ح.
وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ [وأحمد] بن الحسن ومحمد بن موسى ، قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، حدّثني الضحاك بن عبد الرّحمن قال : سمعت بلال بن سعد يقول (٢) : عباد الرّحمن ، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبلت منكم ، أو شيئا من خطاياكم غفرت لكم؟ أم حسبتم إنّما خلقناكم عبثا ، وأنكم إلينا لا ترجعون؟ والله لو عجّل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما فرض (٣) عليكم ، أفترغبون في طاعة الله بتعجيل دنياهم (٤) ، ولا ترغبون وتنافسون في جنة (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ)(٥).
وأخبرنا أبو القاسم [أخبرنا] أبو بكر ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حدّثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال (٦) : سمعت [الضحاك بن](٧) عبد الرّحمن يقول : سمعت بلال بن سعد يقول : عباد الرّحمن ، إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله عزوجل وقد أضاع ما سواها ، فما زال يمنيه الشيطان فيها ويزيّن له حتى ما يرى شيئا دون الجنة (٨) ، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما ذا تريدون بها ، فإن كانت خالصة لله عزوجل فامضوها ، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم فلا شيء لكم ، فإن الله عزوجل لا يقبل من العمل إلّا ما كان لله خالصا فإنه قال : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)(٩).
__________________
(١) بالأصل «محمد» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٠.
(٢) حلية الأولياء ٥ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.
(٣) الحلية : ما افترض.
(٤) الحلية : دنيا تفنى عن قريب.
(٥) سورة الرعد ، الآية : ٣٥.
(٦) الخبر في حلية الأولياء ٥ / ٢٣٢.
(٧) الزيادة عن الحلية.
(٨) الحلية : الله.
(٩) سورة فاطر ، الآية : ١٠.