أبو بكر الخطيب ـ لفظا ـ أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد ، أنا أبو بكر أحمد بن سندي ، حدّثنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا إسحاق بن بشر عن جويبر عن (١) الضّحّاك ، عن ابن عباس : أن أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفيّة وعلى ذلك مات ، وتغيروا بعد ذلك وغيّروا دين إبراهيم كما غيّره من كان قبلهم (٢).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، حدّثنا أبو علي الحسين بن حميد العلي ـ بمصر ـ حدّثنا زهير بن عبّاد ، حدّثنا محمد بن فضيل ، عن عمران بن سليمان ، قال : لما شفي أيوب من مرضه قال : يا ربّ قد علمت أن لساني لم يخالف قلبي ، وأن قلبي لم يتبع بصري ، وما هالني ما ملكت يميني أن يملك ، وما بتّ شبعانا وجاري طاويا ، وما لي إزارين ولا قميصين ولا رداءين ، فنودي : يا أيوب ممن كان ذلك؟ فقال :
منك إلهي ، قال : فجعل يتساقط عليه جراد من ذهب فأوحى الله تبارك وتعالى إليه : ألم أخلف عليك يا أيوب؟ قال : بلى يا ربّ.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد ، أنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمد بن عبد العزيز يعني الدّينوري ، حدّثنا أبي قال : سمعت يوسف بن أسباط يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : ما أصاب إبليس من أيوب عليهالسلام شيئا إلّا الأنين في مرضه.
قال : وحدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمد بن يونس ، حدّثنا الحميدي ، عن سفيان بن عيينة أن ابن عباس قال : إن النبي الذي كلم أيوب في بلائه قال له : يا أيوب أما علمت أن لله عبادا أسكتتهم خشيته من غير عيّ ولا بكم وانهم النبلاء الطلقاء الفصحاء العالمون بالله وأيامه ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله تقطعت قلوبهم وكلّت ألسنتهم وطاشت عقولهم فرقا من الله وهيبة له.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا
__________________
(١) بالأصل «بن» خطأ ، وهو جويبر بن سعيد الأزدي ، ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٣٩٧ وجويبر لقبه واسمه جابر ، والضحاك هو الضحاك بن مزاحم وهو ممن روى عنه جويبر وأكثر.
(٢) البداية والنهاية ١ / ٢٥٨.