وقد (١) مات قبلي أوّل الحبّ مرة |
|
ولو متّ أضحى الحبّ قد مات آخره |
قال : وأنشدني أبو جعفر للحسين بن مطير :
ونفسك أكرم عن أشاء كثيرة |
|
فما لك نفس بعدها تستعيرها |
ولا تقرب الأمر الحرام فإنه |
|
حلاوته تفنى ويبقى مريرها (٢) |
أنبأني أبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، عن أبي عبد الله الحميدي ، أنا أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي ، نا القاضي أبو محمّد عبد الله بن الربيع ، نا أبو علي القالي ، قال : قرأت على أبي بكر بن دريد للحسين بن مطير الأسدي (٣) :
فوا عجبا للناس يستشرفونني (٤) |
|
كأن لم يروا بعدي محبا ولا قبلي |
يقولون لي : اصرم يرجع العقل كله |
|
وصرم حبيب النّفس أذهب للعقل |
فيا عجبا من حبّ من هو قاتلي |
|
كأنّي أجازيه (٥) المودّة عن قتلي |
ومن بيّنات الحبّ إن كان أهلها |
|
أحبّ إلى قلبي وعينّي من أهلي |
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السّمرقندي ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أخبرني علي بن أيوب ، أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران ، أنشدني عمر بن داود العماني ، عن أحمد بن يحيى ثعلب ، عن ابن الأعرابي للحسين بن مطير الأسدي (٦) :
أحبّك يا سلمى على غير ريبة |
|
ولا (٧) بأس في حبّ تعفّ سرائره |
ويا عاذلي لو لا نفاسة [حبّها](٨) |
|
عليك لما باليت أنك جائره (٩) |
__________________
(١) صدره في معجم الأدباء : لقد مات قبلي أول الحب فانقضى.
(٢) البيت الثاني في الأغاني ١٧ / ٢١ والوافي بالوفيات ١٣ / ٦٦ من ثلاثة أبيات. وفيهما «فلا تقرب» وفي الوافي : «فإنما» بدل «فإنه».
(٣) الأبيات في أمالي القالي ١ / ١٥٥ والوافي بالوفيات ١٣ / ٦٦.
(٤) في المصدرين : «تستشرفونني» قال أبو علي القالي : استشرفت الشيء واستكففته كلاهما أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس وينظر هل يراه.
(٥) عن أمالي القالي ، وفي الوافي : «أجزيه» وبالأصل : «أحاديه».
(٦) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ١٧٤ ـ ١٧٥ وبعضها في الأغاني ١٦ / ١٦.
(٧) عجزه في الأغاني : وما خير حبّ لا تعف سرائره.
(٨) استدركت عن هامش الأصل.
(٩) في معجم الأدباء : خاسرة.