قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن [أبي] أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أي عم ، قل : لا إله إلّا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعرضها ، ويعاودانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم : هو على ملّة عبد المطلب ، وأبي أن يقول لا إله إلّا الله فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عزوجل : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ، وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى ، مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(١) ، وأنزل الله تعالى في أبي طالب أيضا : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ)(٢) الآية [٣٦٢٧].
أخبرنا ابن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الهيثم ، نا الوليد بن مسلم ، وحفص بن عمر بن حفص قاضي البلقاء ، عن الأوزاعي ، عن عبدة ح.
وأخبرنا أبو الحسن السّلمي ، نا عبد العزيز بن أحمد.
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، قالا : أنا محمّد بن عوف المزني ، أنا محمّد بن موسى بن السمسار ، أنا محمّد بن خريم (٣) ، أنا هشام بن عمّار ، نا حفص بن عمر قاضي البلقاء ، نا الأوزاعي ، حدّثني عبدة بن أبي لبابة ، قال :
إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا ـ زاد هشام : برأيه ، وقالا ـ : فقد تمت خسارته.
أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه ح.
وحدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا ـ : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل ، قال (٤) : حفص بن عمر بن حفص بن أبي السّائب قاضي البلقاء مدينة الشّراة ، سمع عامر بن يحيى سمع منه
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية : ١١٣.
(٢) سورة القصص ، الآية : ٥٦.
(٣) بالأصل : «خزيم» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٢٨.
(٤) التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٣٦٧.