وخلقت لك ، لأن يطول عمرك ويحسن عملك خير لك» [٣٦٢٨].
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين ، أنا محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد ، قال : قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد الختّلي ، نا أبو عمر حفص بن عمرو بن سويد ، حدّثني عمرو بن واقد الدمشقي ، نا ثور بن يزيد ، عن عمرو بن قيس ، قال : قدمت مع أمي حوّارين (١) في العام الذي مات فيه معاوية بن أبي سفيان ، واستخلف يزيد ، فجلست مع أبي في مجلس ما جلست بعدهم إلى مثلهم ، فإذا رجل يحدّث القوم ، قال : فأدخلت رأسي بين أبي وبين الذي يليه ، فكان مما وعيت أن قال : إنّ من أشراط الساعة أن يفتح القول ويخزن الفعل ، ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار ، ويقرأ المشاة (٢) بين أظهر القوم ، ليس لها منهم منكر ، فقال قائل : وما المشاة (٣) يرحمك الله؟ قال : كل شيء اكتتب من غير كتاب الله ، قالوا : أفرأيتك الحديث يبلغنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : من سمع منكم حديثا من رجل يأمنه على دمه ودينه فاستطاع أن يحفظه فليحفظه ، وإلّا فعليكم كتاب الله فيه ، تجزون ، وعنه تسألون ، وكفى به علما لمن علمه.
قال : والرجل عبد الله بن عمرو بن العاص.
قال عمرو بن واقد : فحدثت بهذا الحديث عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله ، فقال : حدّثني أبي أنه كان معهم في ذلك المجلس.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الفرج سهل بن بشر ، أنا الحسين بن يحيى الكرماني ، نا محمّد بن الحسين البزاز ، نا إبراهيم بن الجنيد ، حدّثني حفص بن عمرو الدمشقي ، قال : بلغ إبراهيم بن أدهم وفاة قريب له بخراسان وترك مالا عظيما فقال لصاحب له : اخرج بنا ، فخرجا فأراد الوضوء والغداء وهم على ضفة البحر ، فرأى إبراهيم طيرا أعمى واقفا في ضحضاح البحر ، فما لبث أن تحرك الماء ، فرأى سرطانا في فمه طعم ، فلما أحسّ به الطير فتح له منقاره ، فألقى فيه السرطان الطعم ، فقال إبراهيم لصاحبه : تعال انظر ، ثم قال : ويحك هذا طير له سرطان في البحر ، يأتيه
__________________
(١) حوارين : قرية بين دمشق وتدمر ، لصيق القريتين ، وقيل : بل هي القريتين ؛ معجم البلدان).
(٢) في مختصر ابن منظور ٧ / ٢٠٦ «المساءة».
(٣) في مختصر ابن منظور ٧ / ٢٠٦ «المساءة».