أخبرنا أبو القاسم بن أنس ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو منصور محمّد ، وأبو عبد الله أحمد ، أنبأ الحسين بن سهل ، نا أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، نا نائل بن حرب ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، سمعت ابن عمرو عن أبي سلمة عن ابن هبيرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار» [٣٣٧٨].
أخبرنا أبو القاسم بن البنّ ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر ، أنبأ أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب ، نا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى السّجزي (١) ، نا قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن إبراهيم ، وابن أبي عمرو عثمان بن أبي شيبة ، قالوا : ثنا سفيان عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة : أن صفية ابنة حيي حاضت ، فذكرت ذلك عائشة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «أحابستنا هي؟» قالت : إنها قد أفاضت ثم حاضت بعد ذلك ، قال : «تنفر» وقال ابن أبي عمر : «تنفر إذا» [٣٣٧٩].
سمعت خالي أبا المعالي القاضي حكى : أنهم خرجوا في جنازة إلى بعض قرى الغوطة ومعهم أبو القاسم بن البنّ فصادفوا رفاقا فننطين (٢) فدخلوا من نعرة (٣) وخرجوا إلى حقل ومشوا فيها فامتنع أبو القاسم من العبور معهم ، وقال : هذه أرض مملوكة لا يجوز لي الجواز فيها إلّا بإذن صاحبها ، ثم تغيرت حاله وتاب خالي قبل أن نتوب وتاب الله عليه ، وكان يندم على ما سلف منه ، وكتب بخطه مصحفا واستنسخ من كتب الفقه ، وكان يقول ترجوي (٤) إلى الخير ببركة صحبة الفقيه نصر بن إبراهيم ، وكان إذا قرئ عليه الحديث الذي [فيه] ما من حافظين رفعا إلى الله ما حفظا ، فيرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلّا قال الله لملائكته : اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة ، فرح به ورجا بأن يجري أمره كذلك.
سألت أبا القاسم عن مولده فقال : في الرابع من شهر رمضان سنة ست وستين (٥)
__________________
(١) بالأصل «الشجري» والصواب ما أثبت وقد مرّ قريبا.
(٢) كذا رسمها بالأصل.
(٣) كذا رسمها بالأصل.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) في مختصر ابن منظور ٧ / ٩٨ «ست وأربعين».