وكذا قوله : عليهم حلق الحديد مضاعفا.
فالأول أن تقول : (١) الحال على ضربين : منتقلة ومؤكدة ، ولكل منهما حدّ ، لاختلاف ماهيّتيهما ؛ فحدّ المنتقلة : جزء كلام يتقيّد بوقت حصول مضمونه ، تعلق الحدث الذي في ذلك الكلام ، بالفاعل أو المفعول ، أو بما يجري مجراهما ؛ فبقولنا : جزء كلام ، تخرج الجملة الثانية في نحو : ركب زيد وركب مع ركوبه غلامه ، إذا لم نجعلها حالا (٢) ؛ ويخرج بقولنا حصول مضمونه : المصدر في نحو : رجع القهقرى. لأن الرجوع يتقيّد بنفسه ، لا بوقت حصول مضمونه ؛ ويخرج النعت بقولنا : يتقيّد تعلق الحدث بالفاعل أو المفعول ، فإنه (٣) لا يتقيّد بوقت حصول مضمونه ذلك التعلق ؛ وقولنا : أو بما يجري مجراهما يدخل حال الفاعل والمفعول المعنويّين نحو : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)(٤) ، و:
١٨٠ ـ كأنه خارجا من جنب صفحته |
|
سفوّد شرب نسوه عند مفتأد (٥) |
على ما يجيئ ، والحال عن المضاف إليه ، الذي لا يكون في المعنى فاعلا أو مفعولا للمضاف ، على ما مرّ ؛ ويدخل في الحدّ : الحال في نحو قوله :
يقول وقد ترّ الوظيف وساقها (٦) ... ١٧٦
وفي قوله :
وقد أغتدى والطير في وكناتها (٧) ... ـ ١٧٧
__________________
(١) هذا رأي للرضي في تعريف الحال بعد أن ناقش تعريف المصنف ؛
(٢) أي إذا كان القصد جعل الجملة الثانية معطوفة على ما قبلها ، وأما إذا قصدنا جعلها حالا فهي داخلة في الحد ،
(٣) أي النعت ،
(٤) الآية ٧٢ من سورة هود ،
(٥) هذا أحد الأبيات من قصيدة النابغة الذبياني التي أولها :
يا دار مية بالعلياء فالسند |
|
أقوت وطال عليها سالف الأمد |
والضمير في كأنه خارجا .. يعود إلى قرن الثور الوحشيّ الذي تحدث عنه في بيت سابق ، والسّفود بتشديد الفاء : حديدة يشوى عليها اللحم ، والشّرب اسم جمع لشارب ، والمفتاد بفتح التاء والهمزة اسم المكان الذي يشوى فيه اللحم ؛
(٦) هو الشاهد المتقدم في هذا الجزء ؛
(٧) وكذلك ، هذا الشاهد هو الثاني بعد سابقه ،