١٧٨ ـ كأنّ حواميه مدبرا |
|
خضبن ، وإن لم تكن تخضب (١) |
وقوله :
١٧٩ ـ عوذ وبهثة حاشدون عليهم |
|
حلق الحديد مضاعفا يتلهّب (٢) |
وأمّا قوله تعالى : (النَّارُ مَثْواكُمْ) ، أي موضع مثواكم ، أي ثوائكم ، (خالدين)(٣) وقولك : أعجبني ضرب زيد قائما ، وهو ضارب زيد مجردا ؛ فالمنصوب فيها حال من الفاعل أو المفعول ، فلا يرد اعتراضا.
وله (٤) أن يقول : إن الحال عما أضيف إليه غير العامل في الحال ، لا يجيئ إلا إذا كان المضاف فاعلا ، أو مفعولا يصحّ حذفه وقيام المضاف إليه مقامه. كما أنك لو قلت : بل نتبع ابراهيم ، مقام : «بل نتبع ملة ابراهيم» ، جاز ، فكأنه حال من المفعول ؛ وإذا كان المضاف فاعلا أو مفعولا وهو جزء المضاف إليه فكأن الحال عن المضاف إليه هو الحال عن المضاف ، كما في قوله تعالى : (أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ)(٥) ، فقوله : مصبحين ، حال عما دلّ عليه ضمير «مقطوع» ، وذلك لأنه (٦) نائب عن : «دابر هؤلاء» ، فهو حال عن هؤلاء ، المضاف إليه ، لأن دابر الشيء : أصله ، فكأنه قال : يقطع دابر هؤلاء مصبحين ، فكأنه حال عن مفعول ما لم يسمّ فاعله ؛ وكذا قوله : كأن حواميه مدبرا ، أي : تشبه حواميه مدبرا ، أو أشبّه حواميه مدبرا ، فكأنه حال عن الفاعل أو المفعول ؛
__________________
(١) هذا من شعر للنابغة الجعدي في وصف الفرس ، والحوامي : ما فوق الحافر من ذي الحافر ، يريد أنها صلب قوية ، وتشبيهها بالشيء المخضوب ، يراد به أنها قريبة إلى السواد أو الخضرة وكلما كانت كذلك كانت أشد صلابة ؛
(٢) وهذا أحد أبيات لزيد الفوارس ، في وصف وقعة كانت بين قومه وجماعة من قبيلتي عوذ ، وبهئة (بضم الباء) ، كانوا قد أغاروا على إبل لقوم زيد فلحق بهم في عدد من قومه واستردوا منهم الإبل ، وزيد الفوارس هو زيد بن حصين بن ضرار الضي شاعر جاهلي كان من الشجعان وهو غير زيد الخيل الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم : زيد الخير ، وسيأتي ذكره ،
(٣) الآية ١٢٨ من سورة الأنعام ،
(٤) أي للمصنف : ابن الحاجب ، له أن يردّ ما أورده الرضي من نقد لتعريف الحال ؛
(٥) الآية ٦٦ سورة الحجر.
(٦) أي الضمير في «مقطوع» ،