رجل في الدار ولا غلام امرأة ؛ فلم يلزمه النصب لمّا وقع صفة ما باشرته ؛ وأيضا ، الضم في المنادى بنائي ، فكان حمل وصفه ، المضاف ، الذي يجب نصبه لو وقع منادى ، على النصب الذي هو حركته الإعرابية ، واجبا ، بخلاف المنفي بلا ، فإن الفتح فيه بنائي على قول ، واعرابيّ ضعيف على آخر ، والرفع اعرابي فكان حمل وصفه المضاف ، الذي لا يمتنع رفعه لو وقع منفيا ، على الرفع الذي هو حركته الإعرابية جائزا ؛
وذهب ابن برهان إلى أن اسم «لا» إذا انتصب بكونه مضافا أو مضارعا له ، لم يجز رفع وصفه ، بل الواجب نصبه كالموصوف ، وإلى هذا ذهب المصنف ، كما مرّ في خبر «لا» التبرئة ؛ (١)
ومذهب ابن برهان ، أيضا ، أن رفع وصف مبنى «لا» في : لا غلام ظريف ، دليل على أن «لا» غير عاملة في محل الاسم ولا في الخبر ، بل هي ملغاة ، والخبر المقدر مرفوع بكونه خبر المبتدأ ، إذ لو عملت النصب في المبتدأ ، وهي مغيّرة معنى الكلام لكانت كليت ، ولعلّ ، وكأنّ ونحوها فلم يجز رفع وصف اسمها ، كما لم يجز رفع أوصاف أسماء تلك ، لانتفاء معنى الابتداء معها كلها ؛
ولقائل أن يفرق بين «لا» وبين ليت ولعلّ ونحوها ، بضعف عمل «لا» ، ألا ترى أنه يبطل بالفصل ، وبدخولها على المعرفة ، وبجواز الإلغاء مع التكرير ، ومن دونه أيضا ، على رأي المبرد ، فهي عامل ضعيف ، تعمل لمشابهتها بالمشبّهة ، أعني «إنّ» ، مشابهة ضعيفة ، فلا جرم ، يجوز اعتبار اسمها الأصلي (٢) ، أعني الرفع ، فعلى هذا يجوز : لا غلام أو : لا غلام رجل ظريف أو حسن الوجه ، فيرفع وصف المنفي ، مضافا كان المنفي أو مفردا ، ومضافا كان الوصف أو مفردا ؛
هذا ، والإعراب في النعت المذكور أكثر من البناء ؛
وإنما جاز الرفع ، حملا على المحل ، بل كان هو القياس ، لأن التوابع تتبع متبوعاتها
__________________
(١) ص ٢٩٠ من الجزء الأول ،
(٢) أي اعتبار محلّه ،