أمر يوم الدين ، فيكون كخالق السموات (١) ، وإيراده ماضيا على طرز قوله تعالى : «وَسِيقَ الَّذِينَ (٢) ..» و: (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ) (٣) لكونه من الأمر المحتوم ، فكأنه وقع ومضى ؛
وقيل : مالك يوم الدين ، نكرة ، جرت على الله ، تعالى ، على وجه البدل ، والأوّل أولى ؛
والمتفق عليه من الإضافة اللفظية ، ثلاثة أشياء : اسم الفاعل المضاف إلى فاعله أو مفعوله ، كما يجيء ، واسم المفعول المضاف إلى مفعول ما لم يسمّ فاعله أو إلى المنصوب المفعول (٤) ، والصفة المشبّهة المضافة إلى ما هو فاعلها معنى ، بعد جعله في صورة المفعول لفظا ، على ما يجيء في بابها إن شاء الله تعالى ؛
والمختلف فيه ، هل هو لفظي أو معنوي : ثلاثة أشياء : إضافة ما ظاهره أنه موصوف مضاف إلى صفته ، وما ظاهره أنه صفة مضافة إلى موصوفها ، وإضافة أفعل التفضيل بمعنى «من» ، وسيجيئك بيانها بعون الله تعالى ؛
أمّا إضافة اسم الفاعل والمفعول إضافة لفظية فنقول :
كون إضافة الصفة إضافة لفظية مبني على كونها عاملة في المضاف إليه رفعا أو نصبا ، وذلك لأنه إذا كان كذا ، فالذي هو مجرور في الظاهر ليس مجرورا في الحقيقة ، والتنوين المحذوف في اللفظ مقدّر منويّ ، فتكون الإضافة كلا إضافة ، وهو المراد بالإضافة اللفظية ؛
فالصفة ، إمّا أن تكون صفة مشبهة ، أو اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، أو أفعل تفضيل ؛
أمّا أفعل التفضيل فسيجيء حكمه بعد ، وأمّا الصفة المشبهة فهي أبدا ، جائزة العمل ،
__________________
(١) في كون إضافته حقيقية.
(٢) صدر كل من الآيتين ٧١ ، ٧٣ سورة الزمر ،
(٣) من الآية ٥٠ سورة الأعراف.
(٤) يعني إذا كان اسم المفعول من المتعدي إلى اثنين ؛