٣٠٩ ـ فزججتها بمزجّة |
|
زجّ القلوص أبي مرادة (١) |
وقوله :
٣١٠ ـ تنفي يداها الحصى في كل هاجرة |
|
نفي الدراهيم تنقاد الصياريف (٢) |
عند من روى : بنصب الدراهيم ، وجرّ تنقاد ؛
وأنكر أكثر النحاة الفصل بالمفعول وغيره في السّعة ، ولا شك أن الفصل بينهما في الضرورة بالظرف ثابت ، مع قلّته وقبحه ، والفصل بغير الظرف في الشعر ، أقبح منه بالظرف ، وكذا الفصل بالظرف في غير الشعر أقبح منه في الشعر ، وهو عند يونس (٣) قياس ، كما مرّ في باب «لا» التبرئة (٤) ، والفصل بغير الظرف في غير الشعر أقبح من الكل (٥) ، مفعولا كان الفاصل ، أو يمينا أو غيرهما ، فقراءة ابن عامر ليست بذاك ، ولا نسلّم تواتر القراءات السبع ، وإن ذهب إليه بعض الأصوليين (٦) ؛
__________________
(١) قيل أن هذا بيت مصنوع ، أو من شعر المولدين فلا يصلح حجة ، وفي كلام البغدادي في خزانة الأدب تفصيل طيب عن مثل هذه الأساليب ، وفيه رد على الرضي فيما سيذكره عقب ذلك من إنكار لتواتر القراءات.
(٢) للفرزدق في وصف راحلته وأنها لسرعة سيرها في الهاجرة تضرب الحصى فيتناثر ، فيقرع بعضه بعضا ، فيشبه صوت الدراهيم حين ينقدها الصيرفي فينفي منها الزائف ، والأشهر في رواية البيت جر الدراهيم ورفع تنقاد ؛
(٣) تقدم ذكر يونس بن حبيب في هذا الجزء وفي الجزء الأول ؛
(٤) تكرر وجه تسميتها بذلك ،
(٥) ذكر الرضي قبل قليل ، أن لفظ «كل» وبعض ، يمتنع دخول اللام عليهما ، ثم نقل عن بعضهم جواز ذلك ؛
(٦) يسلك الرضي في هذا مسلك الزمخشري وأمثاله ممّن ينكرون تواتر القراءات السبع ، أو يرون أنها أخذت بالرأي والاجتهاد من رسم المصحف. وفي هذا الشرح أمثلة كثيرة لهذا الاتجاه منه ، وسيأتي قريبا في هذا البحث نقده لقراءتي نافع وحمزة ، وهما من القراء السبعة كابن عامر ؛ وعبارته هنا قريبة من عبارة الزمخشري في الكشاف في نقد قراءة ابن عامر ؛ في سورة الأنعام ؛