ولما لم تكن هي المشهورة ، زعم صدر الأفاضل (١) ، أنه ليس من الأسماء الستة ، ولم يذكرها ، أيضا ، الزجاجيّ (٢) فيها ، وثالثتها تشديد نونه مطلقا ؛
وأمّا إسكان النون في الإضافة نحو قوله :
٣٢٠ ـ رحت وفي رجليك ما فيهما |
|
وقد بدا هنك من المئزر (٣) |
فللضرورة ، وليس بلغة رابعة ؛
وفي «فم» لغات ؛ أشهرها وأفصحها : اعرابه بالحروف في الإضافة إلى غير الياء ؛ وفتح الفاء مع خفة (٤) الميم حال القطع ، وإبدال الواو ياء عند الإضافة إلى ياء المتكلم ؛
والثانية ، والثالثة ، والرابعة : فم مثلث الفاء ، محذوف اللام نسيا ، مطلقا مع إبدال الواو ميما ؛ وتثليث الفاء ، بناء على أن الواو التي أبدلت منها الميم : تقلب في حال الإضافة ألفا وياء ، فتكون الفاء في الحالات الثلاث ، إذن ، مثلثة ، لا للإعراب ، فيجوز تثليثها في الإفراد لغير الإعراب ؛
والخامسة والسادسة والسابعة : فما ، مثلث الفاء مقصورا مطلقا ، وكأنه جمع بين البدل والمبدل منه ، أو : الميم بدل من اللام قدمت على العين ، كما مرّ ، (٥) فيكون قوله :
فمويهما ، مثنى «فما» ؛
__________________
(١) صدر الأفاضل : لقب : أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي تلميذ الزمخشري ، نحوي أديب من أهل خوارزم ، واستحق هذا اللقب لتقدمه في اللغة والأدب وفي الفقه أيضا ؛
(٢) الزجّاجيّ بياء مشددة في آخره ، منسوب إلى الزجاج ، الإمام المعروف في النحو لأنه كان تلميذه وتقدم ذكره في هذا الجزء وفي الجزء الأول ؛
(٣) من أبيات للأقيشر السعدي ، وكان قد سكر مرة فسقط فبدت عورته ، ولامته امرأته بعد أن ضحكت ، فقال يصوّر هذه الحكاية :
تقول يا شيخ أما تستحي |
|
من شربك الخمر على المكبر |
فقلت : لو باشرت مشمولة |
|
صهبا كلون الفرس الأشقر |
رحت وفي رجليك .. |
|
.... البيت |
(٤) أي تخفيف
(٥) تقدم هذا في الكلام على أوجه إعرابها في الجزء الأول ص ٧٦