واعلم (١) أنه تجوز المخالفة في الاعراب ، إذا عرف المراد ، نحو : مررت بزيد ، وعمرو ، أي : وعمرو كذلك ، ولقيت زيدا وعمرو ؛ أي : وعمرو كذلك ، قال :
٣٤٧ ـ وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع |
|
من المال إلا مسحتا أو مجلّف (٢) |
المسحت : المذهب ، والمجلّف : المأخوذ الجوانب الذي بقيت منه بقيّة ، فقوله : مجلف حملا على المعنى ، إذ معنى لم يدع إلّا مسحتا : لم يبق من جوره (٣) إلا مسحت ، ويجوز أن يكون المعنى : أو هو مجلف ، و «أو» منقطعة (٤) ، أي : بل هو مجلف ، كما يجيء في حروف العطف ؛ أو يكون «مجلّف» مصدرا عطف على «عضّ» ، كما مرّ في قوله تعالى : (وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ)(٥) ،
__________________
(١) هذا حكم من أحكام العطف التي استطرد إليها فكان حقه أن يقول : ومنها كما فعل فيما سبق ،
(٢) من قصيدة للفرزدق وفي هذا البيت كلام كثير للعلماء لا يخلو من تكلف ، وفيه اختلاف في رواية البيت وقد شرح الرضي ألفاظه وبين بعض ما فيه من التأويل ،
(٣) أي من جور الزمان
(٤) أي للاضراب
(٥) من الآية ١٩ سورة سبأ ؛