أراد «القرنفل» وقال الشاعر في إشباع الفتحة :
[٩] وأنت من الغوائل حين ترمى |
|
ومن ذمّ الرّجال بمنتزاح |
أراد «بمنتزح» فأشبع الفتحة فنشأت الألف ، وقال الآخر :
[١٠] أقول إذ خرّت على الكلكال |
|
يا ناقتا ما جلت من مجال |
أراد «الكلكل» ، وقال الآخر :
[١١] إذا العجوز غضبت فطلّق |
|
ولا ترضّاها ولا تملّق |
______________________________________________________
[٩] هذا البيت من كلام ابن هرمة ، واسمه إبراهيم بن علي ، شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية ، وهو من كلمة يرثي فيها ابنه ، وقد أنشده ابن منظور (ن ز ح) ونسبه إليه ، وأنشده ابن جني في سر الصناعة (١ / ٢٩) وقال قبل إنشاده «وأنشدنا أبو علي لابن هرمة يرثي ابنه» اه ، و «منتزاح» مصدر ميمي فعله «انتزح ينتزح» أي بعد ، وتقول «أنت بمنتزح من كذا» تريد أنت ببعد منه ، أو أنت في مكان بعيد منه ، والاستشهاد بالبيت في قوله «بمنتزاح» فإن أصله «بمنتزح» لكنه لما اضطر لإقامة وزن البيت أشبع فتحة الزاي فنشأت من هذا الإشباع ألف.
[١٠] هذان بيتان من الرجز المشطور ، وقد أنشدهما ابن منظور (ك ل ل) من غير عزو. و «الكلكال» والكلكل : الصدر من كل شيء ، وقيل : هو باطن الزور ، وقيل : هو ما بين الترقوتين ، وقوله «يا ناقتا» هو ناقة مضاف لياء المتكلم ، وقد قلب الكسرة التي قبل الياء فتحة ثم قلب الياء ألفا ، وقد جاء في لسان العرب «يا ناقتي» على الأصل ، والاستشهاد بالبيت في قوله «الكلكال» فإن أصله «الكلكل» كما هو الوارد في قول امرىء القيس :
فقلت له لما تمطى بصلبه |
|
وأردف أعجازا وناء بكلكل |
لكن الراجز لما اضطر أشبع فتحة الكاف الثانية فنشأت عن هذا الإشباع ألف ، كما أن راجزا آخر ـ وهو منظور بن مرثد الأسدي ـ اضطر إلى تضعيف اللام الأخيرة فقال :
كأن مهواها على الكلكلّ |
|
موضع كفي راهب يصلي |
[١١] هذان بيتان من الرجز المشطور ، وقد أنشدهما ابن منظور (ر ض ى) من غير عزو ، وقوله «لا ترضاها» معناه لا تتطلب رضاها ، وقوله «لا تملق» أصله لا تتملق ، فحذف إحدى التاءين ، ومعناه لا تتكلف الملق لها ، والاستشهاد به في قوله «ولا ترضاها» فقد كان من حق العربية عليه أن يقول «ولا ترضها» فيكون الفعل المضارع مجزوما بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف الألف ، وللعلماء في هذه الألف قولان : أحدهما : أن هذه الألف هي لام الكلمة التي كان يجب عليه حذفها للجازم ، لكنه اكتفى بحذف الحركة كما يكتفي بحذف الحركة في الفعل الصحيح الآخر ، والقول الثاني : أن لام الفعل قد حذفت كما هو مقتضى الجزم ، وهذه الألف ناشئة عن إشباع فتحة الضاد ، فالفعل مجزوم بحذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها ، وقد ذكرنا هذين الرأيين في شرح الشاهد (رقم ٧) وانظر أيضا الشاهد ١٧.
ونظير هذين البيتين قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي :
وتضحك مني شيخة عبشمية |
|
كأن لم تري قبلي أسيرا يمانيا ـ |