وقال الآخر :
[١٧٦] على حين انحنيت وشاب رأسي |
|
فأيّ فتى دعوت وأيّ حين؟ |
وقال الآخر :
[١٧٧] يمرّون بالدّهنا خفافا عيابهم |
|
ويخرجن من دارين بجر الحقائب |
______________________________________________________
و ٥٤٥) ورضي الدين في شرح الكافية في باب الظروف ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٣ / ١٥١) وابن هشام في مغني اللبيب (رقم ٧٧٧) والأشموني (رقم ٦١٨) وأوضح المسالك (رقم ٣٣٥) وابن عقيل (رقم ٢٣٧) وشذور الذهب (رقم ٢٥) وعاتبت : فعل ماض من العتاب ، وهو اللوم في تسخط وكراهية ، والمشيب : الشيب ، والصبا ـ بكسر الصاد ـ الصبوة وهي الميل إلى شهوات النفس واتباع لذائذها ، وأصح : مضارع من الصحو ، وأصله ضد السكر ، وأراد هنا الرجوع إلى ما هو خليق به من كمالات النفس ، والوازع : اسم الفاعل من وزعه يزعه ـ كوضع يضع ـ أي نهاه وزجره وكفه عن فعل المقابح. والاستشهاد به في قوله «على حين عاتبت» فإنه يروى بفتح حين وبجره ، أما فتحه ـ مع دخول حرف الجر عليه ـ فبسبب بنائه على الفتح لكونه أضيف إلى جملة صدرها فعل ماض مبني ، فاكتسب المضاف البناء من المضاف إليه ، وأما جرّه فعلى الأصل ، فمجموع الروايتين يدل على أن الظرف المبهم إذا أضيف إلى جملة صدرها مبني جاز فيه الإعراب على أصله والبناء لاكتسابه البناء مما أضيف إليه.
[١٧٦] انحنيت : أراد كبرت سني وضعفت قوتي فصرت لا أمشي إلا منحني الظهر والاستشهاد به في قوله «على حين انحنيت» حيث وردت «حين» بالفتح مع دخول حرف الجر عليها ، فيدل ذلك على أنه بناها على الفتح لإضافتها إلى جملة صدرها مبني وهو الفعل الماضي ، والكلام فيه كالكلام في الأبيات السابقة.
[١٧٧] هذان البيتان من شواهد سيبويه (١ / ٥٩) ولم يعزهما ولا عزاهما الأعلم ، وقد أنشدهما ابن منظور (ن د ل) من غير عزو ، وهما من شواهد الأشموني (رقم ١٤) وأوضح المسالك (رقم ٤٨) وابن عقيل (رقم ١٦٢) وقد نسبهما العيني إلى الأحوص ثم قال : «وذكر في الحماسة البصرية أن قائلهما هو أعشى همدان يهجو لصوصا ، وقال الجوهري : قال جرير يصف ركبا :
* يمرون بالدهنا خفافا ...*
والأظهر ما قاله في الحماسة» اه ، وقال ابن منظور : «وندل التمر من الجلة والخبز من السفرة يندله ندلا : غرف منهما بكفه جمعاء كتلا ، وقيل : هو الغرف باليدين جميعا ، والرجل مندل بكسر الميم ، وقال يصف ركبا ويمدح قوم دارين بالجود :
* يمرون بالدهناء ... البيتين*
يقول : اندلي يا زريق ـ وهي قبيلة ـ ندل الثعالب ، يريد السرعة ، والعرب تقول : أكسب من ثعلب ، قال ابن بري : وقيل في هذا الشاعر : إنه يصف قوما لصوصا يأتون إلى دارين فيسرقون ويملأون حقائبهم ثم يفرغونها ويعودون إلى دارين ، وقيل : يصف تجارا ، وقوله