يا لوَجد الهدى ، أجل وعلى الدنيا وما
أوعبت عليه العفاء |
||
نهنهي يا ابنةَ النبي عن الوجد |
|
فلا برَّحت بكِ البُرحاء |
وأريحي عيناً وإن أذبلتها |
|
دمعة عند جفنها خرساء |
وانطوي فوق أضلع كسروها |
|
فهي من بعد كسرهم أنضاء |
وتناسي ذاك الجنين المدمَّى |
|
وإن استوحشت له الأحشاء |
وجبين محمّد كان يرتاح إليه مبارك
وضّاء |
||
لطمته كفّ عن المجد والنخوة فيما
عهدتها شلاء |
||
وسوار على ذراعيك من سوط تمطّت بضربه
اللُّؤماء |
||
في حشايا الظلام في مخدع الزهراء آهٌ
ولوعةٌ وبكاء |
||
وهي فوق الفراش نضوٌ من الأسقام
كالغصن جفَّ عنه الماء |
||
ألرَّزايا السوداء لم تُبق منها |
|
غير روح ألوى بها الإعياء |
ومسجّى من جسمها وسمته |
|
بالندوب السياط كيف تشأء |
وكسير من الضلوع تحامت |
|
أن يراه ابن عمّها فيُساء |
فاستجارت بالموت والموت للروح التي
أدّها العذاب شفاء |
||
وبجفن الزهراء طيف تبدّى |
|
فيه وجهُ الحبيب والسّيماء |
وذراعا خديجة وابتهالُ |
|
الاُمّ تشتاق فرخها ودعاء |
فتمشّت بجسمها خلجاتٌ |
|
ومشى في جفونها إغماء |
وبدت في شفاهها همهماتٌ |
|
لعليٍّ في بعضها إيصاء |
بيتيمَين وابنتين ويا للامَّ |
|
نبض بقلبها الأبناء |
ووصايا نمّت عن الهضم والعتب روتها من
بعدها أسماء |
||
ثم ماتت ولهى فما أقبح الخضراء ممّا
جنوه والغبراء |
||
سُجّيت في فراشها وعليّ |
|
وبنوه على الفراش انحناء |
وتلاقت دموعهم فوق صدرٍ |
|
كان للمصطفى عليه ارتماء |
وعليّ بمدمعٍ يقتضيه الحزنُ سكباً
وتمنعُ الكبرياء |