بادئ ذي بدء
الحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
تولد الزهراء فاطمة عليهاالسلام فيولد النور .. لأنّها قبله كانت في الأزل شمساً ساطعة بالخلود ، ولأنّه اقتفى خطاها المقدّسة ظلاًّ لألقها وطهرها ومجدها المضيء ..
والزهراء ـ بعد ـ خلاصة هذا الخلق الذي أحسن الله تكوينه وأفاض عليه من سيمائه .. ووهب له الكون ومخلوقاته .. كائناً قبل الأشياء يمدُّها ببقائها ويختطّ لها مداراتها وحركاتها وصلواتها اللاهثة حول العرش.
الزهراء ـ اذن ـ وآلها الأقدسون نفحة الخلد في هذه الأرض الموهوبة ، وخلاصة الخلافة الإلهية .. تنزّلوا إلى عوالم التراب حتى يصعدوا بها إلى المطلق .. وكان لهم ذلك لو لا بقية الظلام وأخدان الشيطان ومسوخ الخلائق ، ممّن ابت نفوسهم المنكوسة إلاّ عناداً واستكباراً وعداءً ..
فإذا النور البارق في جبين الرسالات مجدّل مسفوح قطيع الوتين ، وإذا الخير يغتاله الفحيح الشرير لظلام أهوج .. وإذا نحن شعراء الولاء الخضيب ننشد بحناجر منكسرة لكنّها واثقة النبرة جهيرة الانتماء للزهراء ومجدها وعنفوانها وطهرها وشذاها الأسنى الذي أنار برهان القلوب وسطع في خلجات الحروف ونمّت عنه الكلمات فرحةً وحزينة ،