بالنون الثقيلة و (كما) الكاف جارة لقول محذوف وما مبتدأ بالإجماع وإنما الخلاف في معناها فقال سيبويه نكرة تامة بمعنى شيء وابتدأ بها لتضمنها معنى التعجب و (أوفى) فعل ماض على الصحيح وفاعله مستتر فيه يعود إلى ما و (خليلينا) بالتثنية مفعول بأوفى والهمزة في أوفى للنقل وجملة أوفى خليليا في موضع رفع خبر المبتدأ وقال الأخفش ما معرفة ناقصة بمعنى الذي والجملة بعدها صلة فلا موضع لها أو نكرة ناقصة وما بعدها صفة فمحله الرفع وعليهما فالخبر محذوف وجوبا تقديره شيء عظيم (وأصدق) بكسر الدال فعل بالإجماع ثم قال البصريون لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر وقال الفراء وأتباعه لفظه ومعناه الخبر و (بهما) الباء زائدة على الأول والمجرور بها في محل رفع على الفاعلية بأصدق وعلى الثاني للتعدية والمجرور في محل نصب والفاعل ضمير مستتر في الفعل ثم اختلف هؤلاء في مرجعه فقال ابن كيسان للجنس وقال غيره للمخاطب وإنما التزم أفراده لأنه كلام جرى مجرى المثل والهمزة في أفعل للصيرورة. (وحذف) مفعول مقدم باستبح و (ما) موصول اسمي مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله وهي جارية على موصوف محذوف و (منه) متعلق بتعجبت على تقدير مضاف بين من ومجرورها جملة (تعجبت) صلة ما وعائدها ضمير منه و (استبح) فعل أمر و (إن) حرف شرط ژو (كان) فعل الشرط في محل جزم و (عند) متعلق بيضح و (الحذف) مضاف إليه و (معناه) اسم كان والمضاف إليه ضمير يعود إلى ما وجملة (يضح) بالضاد المعجمة في موضع نصب خبر كان وهو مضارع وضح يضح بمعنى اتضح يتضح قاله المكودي ولا يبعد قراءة بالصاد المهملة وجواب الشرط محذوف جوازا لدلالة ما قبله عليه وكون الشرط ماضيا وتقدير البيت استبح حذف الاسم الذي تعجبت من فعله إن كان معناه واضحا عند الحذف فاستبح حذفه. (وفي كلا) قال المكودي متعلق بلزم و (الفعلين) مضاف إليه و (قدما) منصوب على الظرفية والعامل فيه لزم و (لزما) بكسر الزاي فعل ماض و (منع) فاعله و (تصرف) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله و (بحكم) متعلق بلزم أيضا وجملة (حتما) بالبناء للمفعول نعت لحكم وتقدير البيت ولزم منع تصرف في كلا الفعلين قديما بحكم محتوم. (وصفهما) فعل أمر وفاعله مستتر فيه وضمير التثنية المتصل به العائد إلى فعلي التعجب مفعول به و (من ذي) متعلق بصغ وذي بمعنى صاحب نعت لفعل محذوف و (ثلاث) مضاف إليه وترك التاء مراعاة للحرف و (صرفا) بالبناء للمفعول نعت بعد نعت و (قابل) نعت بعد نعتين ويجوز أن يكون حالا و (فضل) مضاف إليه وجملة (تم) بفتح التاء المثناة فوق نعت بعد ثلاث و (غير) نعت آخر بعد أربع و (ذي) مضاف إليه و (انتفا) بالقصر للضرورة مجرور بإضافة ذي إليه. (وغير) معطوف على غير وهو في المعنى نعت و (ذي) مضاف إليه و (وصف) مجرور بإضافة ذي إليه بإضافة ذي إليه وجملة (يضاهي أشهلا) من الفعل والفاعل والمفعول نعت لوصف (وغير) معطوف على غير أيضا و (سالك) مضاف إليه و (سبيل) مفعول سالك وفاعله مستتر فيه و (فعلا) بالبنا للمفعول مضاف إليه والتقدير وصغ فعلي التعجب من فعل ذي ثلاثة أحرف متصرف قابل فضل تام مثبت ليس الوصف منه على أفعل ولا الفعل مبني للمفعول. (وأشدد) بكسر الدال مبتدأ على إرادة اللفظ و (أو أشد أو شبههما) معطوفان على المبتدأ وجملة (يخلف) خبر المبتدأ وما عطف عليه وفاعل يخلف ضمير مستتر فيه يعود إلى أحد المذكورات و (ما) موصول اسمي في محل نصب على أنه مفعول يخلف والمنعوت بها محذوف و (بعض) مفعول مقدم بعد ما و (الشروط) مضاف إليه وجملة (عدما) صلة ما والألف للإطلاق وتقدير البيت
______________________________________________________
الاستفهام قوله تعالى : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ) [الأعراف : ٤٤] فهذا المعنى وهو مجيء نعم للإعلام (لم ينبه عليه سيبويه) فإنه قال نعم عدة وتصديق ولم يزد على ذلك الكلمة.
الرابعة : مما جاء على ثلاثة أوجه (أي بكسر الهمزة وسكون الياء) المخففة (وهي) حرف جواب (بمنزلة نعم) فتكون لتصديق الخبر ولإعلام المستخبر ولو عد الطالب فتقع بعد نحو قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعدها هذا مقتضى التشبيه وزعم ابن الحاجب أنها إنما تقع بعد الاستفهام خاصة (إلا أنها) تفارق نعم من حيث كونها (تختص