وعامله محذوف والتقدير رخم ترخيما اه وفيه نظر لأنه لا يخلو إما أن يكون ترخيما مؤكدا لعامله أو نائبا عن فعله فإن كان الأول لزم توجيه كلام الناظم بما لا يراه فإنه قال في بابه : وحذف عامل المؤكد امتنع. فكيف يرتكبه وإن كان الثاني فلا معنى لقوله ترخيما احذف إلا التوكيد اللفظي بالمرادف فقد ادعى أن الحذف أعم من الترخيم والأعم لا يؤكد الأخص ويحتمل عندي وجها سادسا وهو أن يكون ترخيما مفعولا به لفعل شرط حذف مع أداته وحذفت الفاء من جوابه للضرورة والتقدير إن أردت ترخيما فاحذف آخر المنادى و (احذف) فعل أمر وفاعله مستتر فيه و (آخر) مفعوله و (المنادى) مضاف إليه و (كياسعا) الكاف جارة لقول محذوف في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف و (فيمن) متعلق بالقول المحذوف على تقدير مضاف بين الجار والمجرور من اسم موصول وجملة (دعا) بمعنى نادى صلتها و (سعادا) مفعول دعا والألف فيه للإطلاق إن لم يكن صرفه للضرورة والتقدير وذلك كقولك ياسعا في نداء من نادى سعادا. (وجوزنه) فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة والهاء المتصلة به مفعول به وهي عائدة على الترخيم و (مطلقا) حال من الهاء و (في كل) متعلق بجوز و (ما) مضاف إليه وهي نكرة موصوفة أو معرفة ناقصة وجملة (أنث) بالبناء للمفعول صفتها أو صلتها و (بالها) بالقصر للضرورة متعلق بأنث (والذي) في محل نصب على المفعولية لفعل محذوف يفسره وفره على أرجح القولين في باب الاشتغال وجملة (قد رخما) بالبناء للمفعول والألف للإطلاق صلة الذي.
(بحذفها) متعلق برخما والضمير للهاء وجملة (وفره) لا محل لها من الإعراب لكونها مفسرة و (بعد) ظرف مبني على الضم لقطعه عن الإضافة والمضاف إليه منوي المعنى والعامل فيه وفره والتقدير والذي قد رخم بحذف الهاء وفره بعد حذفها (واحظلا) بضم الظاء المشالة أمر مؤكد بالنون الخفيفة أبدلت في الوقف ألفا والحظل المنع يقال حظل عليه الأمر يحظله بالضم إذا منعه منه و (ترخيم) مفعول احظلا و (ما) موصول اسمي مضاف إليه و (من هذه) متعلق بخلا و (الها) بالقصر للضرورة نعت لهذه أو بيان لها وجملة (قد خلا) صلة ما. (إلا) حرف استثناء و (الرباعي) منصوب بإلا على الاستثناء و (فما) الفاء عاطفة وما موصول اسمي معطوف على الرباعي و (فوق) صلة ما وهو مبني على الضم لقطعه عن الإضافة ونية معنى مضاف إليه و (العلم) قال المكودي عطف بيان على الرباعي اه وإلا قعد أن يكون بدلا فقد نص ابن مالك على أن النعت إذا تقدم على المنعوت وكان صالحا لمباشرة العامل فإن المنعوت يعرب بدلا فعلى هذا يكون العلم بدلا لأنه منعوت بالرباعي والأصل إلا العلم الرباعي و (دون إضافة) قال المكودي متعلق باستقرار محذوف أو في موضع الحال من الرباعي اه وعلى هذا فيتعلق باستقرار محذوف أيضا فمرجع الاحتمالين واحد (وإسناد) معطوف على إضافة و (متم) قال المكودي نعت لإسناد وهو اسم مفعول من أتممت اه قال الشاطبي ومتما حال من الرباعي أي العلم حال كونه متما بلا إضافة ولا إسناد وجاء على لغة رأيت زيد اه والأول أولى والتقدير وامنع ترخيم المنادى الذي خلا من هذه الهاء إلا العلم الرباعي فالذي فوقه حال كونه دون إضافة ودون إسناد متم. (ومع) متعلق باحذف و (الآخر) مضاف إليه على تقدير مضاف و (احذف) فعل أمر وفاعل و (الذي) مفعول احذف وهو نعت لمحذوف وجملة (تلا) صلة الذي وفاعل تلا ضمير مستتر فيه يعود إلى الآخر والعائد إلى الموصول محذوف والتقدير واحذف مع حذف الآخر الحرف الذي تلاه الآخر و (إن) حرف شرط و (زيد) بالبناء للمفعول فعل الشرط وجوابه محذوف لدلالة ما قبله عليه و (لينا) قال المكودي حال من الضمير المستتر في
______________________________________________________
المأمور به بالباء (قال الزمخشري) ما حاصله (ولا يمتنع في) أن من قوله تعالى ((وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي) [النحل : ٦٨] أن تكون مفسرة) بمنزلة أي (مثلها في (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) [المؤمنون : ٢٧]) فيكون التقدير أي اتخذي فسر الوحي إلى النحل بأنه الأمر بأن تتخذ من الجبال بيوتا انتهى (خلافا لمن منع ذلك) وهو الإمام الرازي فإنه قال متعقبا لكلام الزمخشري إن الوحي هنا الهام باتفاق وليس في الإلهام معنى القول وإنما هي مصدرية أي باتخاذ الجبال بيوتا وأشار المصنف إلى دفعه نصرة للزمخشري بقوله (لأن الإلهام في معنى القول) لأن المقصود من القول الإعلام والإلهام فعل من الله يتضمن الإعلام بحيث أن