على مذهب سيبويه لأن الفاء لا تدخل عنده في الخبر في نحو هذا ولذا قال في قوله :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
إن التقدير هذه خولان وحكم على قوله فانكح فتاتهم بالاستئناف فلا جرم قال الشاطبي وجمع ذي عين منصوب بإضمار فعل من باب الاشتغال يفسره قوله فاحكم لأنه قد اشتغل بضميره المجرور كأنه قال إن أعل جمع ذي عين احكم بهذا الإعلال فيه والفاء في قوله فاحكم دالة على معنى الشرط كأنه قال في تقديره مهما يكن من شيء فاحكم بهذا الإعلال في جمع ذي عين أعل أو سكن اه وهو مشكل أيضا لأن ما بعد فاء الجواب لا يعمل فيما قبله وما لا يعمل لا يفسر عاملا وجوز المكودي أن يكون جمع مبتدأ وفاحكم خبره وأن يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره احكم. (وصححوا) فعل وفاعل والضمير للعرب و (فعلة) بكسر الفاء وفتح العين مفعول صححوا (وفي فعل) بكسر الفاء وفتح العين خبر مقدم و (وجهان) مبتدأ مؤخر (والإعلال) مبتدأ و (أولى) خبره و (كالحيل) بكسر الحاء المهملة وفتح الياء آخر الحروف خبر مبتدأ محذوف تقديره وذلك كالحيل. (والواو) مبتدأ و (لاما) قال المكودي حال من الضمير المستتر في انقلب وقال الشاطبي حال من الواو والعامل فيها إما الفعل بعدها وإما مقدر أي إذا كان لاما اه وهذا مبني على جواز اختلاف عامل الحال وصاحبها والأصح خلافه فما قاله المكودي أولى و (بعد) متعلق بانقلب و (فتح) مضاف إليه و (يا) بالقصر للضرورة قال الشاطبي منصوب بانقلب على المفعولية به وقال المكودي حال من ضمير انقلب وما قاله الشاطبي متعين لأن انقلب مطاوع قلب المتعدي إلى اثنين فيتعدى إلى واحد وجملة (انقلب) خبر الواو و (كالمعطيان) بفتح الطاء خبر لمبتدأ محذوف على تقدير القول بين الكاف ومدخولها و (يرضيان) معطوف بإسقاط العاطف على المعطيات ويحتمل أن يكون المعطيان مبتدأ ويرضيان خبره والجملة مقولة لذلك القول المحذوف والتقدير وذلك كقولك المعطيان يرضيان وقال الشاطبي الكاف في موضع نصب على الحال من ضمير انقلب أي انقلب ياء حالة كونه بالصفة التي في المعطى ويرضى اه أي من كون الواو طرفا ورابعة والفتحة التي قبلها محولة من كسر فإذن جميع الشروط استفيدت من النظم (ووجب) فعل ماض.
و (إبدال) فاعل وجب آخر البيت قبله ومثل هذا يسمى تضمينا و (واو) مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله بعد حذف فاعله و (بعد ضم من ألف) متعلقان بإبدال (ويا) بالقصر للضرورة قال المكودي مبتدأ ويجوز أن يكون مفعولا بمضمر يفسره اعترف و (كموقن) مضاف إليه اه و (بذالها) متعلقان باعترف ونعت ذا محذوف و (اعترف) فعل أمر في موضع رفع خبر يا على الرفع ولا محل له على نصبها والتقدير ووجب إبدال واو من ألف بعد ضم وياء كموقن اعترف لها بهذا الإبدال والاعتراف الإقرار وفيه نصرة لمذهب الأخفش ومخالفة سيبويه والجمهور في ذلك كما قال الشاطبي. (ويكسر) فعل مضارع مبني للمفعول و (المضموم) نائب الفاعل بيكسر و (في جمع) متعلق بيكسر و (كما) الكاف حرف جر وما مصدرية وجملة (يقال) بالبناء للمفعول صلتها و (هيم) بكسر الهاء وسكون الياء نائب فاعل يقال و (عند) بمعنى في متعلق بيقال و (جمع) مضاف إليه و (أهيما) بفتح الهمزة والياء التحتانية مجرور بالفتحة بإضافة جمع إليه والتقدير وذلك كقولهم هيم في جمع أهيم وهو من الهيام وهو أشد العطش والهيام أيضا داء يأخذ البعير فيهيم أي يذهب في الأرض لا يرعى نقله الشاطبي. (وواوا) مفعول ثان لرد و (أثر)
______________________________________________________
لا يجوز) على رأي أو لا يحسن على آخر (عطف الطلب) وهو قسم من الإنشاء (على الخبر) المقابل للإنشاء فلو جعلنا الفاء عاطفة صل على (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر : ١] لزم عطف الإنشاء على الخبر (ولا العكس) أي عطف الخبر على الإنشاء وهي مسألة خلاف منع من ذلك البيانيون لما بينهما من التنافي وعدم التناسب وأجازه الصفار قال المرادي في شرح التسهيل أجاز سيبويه التخالف في تعاطف الجملتين بالخبر والاستفهام فأجاز هذا زيد ومن عمرو اه (و) أن تقول (في الواو العاطفة) من نحو جاء زيد وعمرو الواو (حرف عطف لمجرد الجمع) بين المتعاطفين قال المصنف في المغني ولا تقل للجمع