أنّك قائم. ومحلّ أنّ وأن حينئذ (١) نصب عند سيبويه والفرّاء وجرّ عند الخليل والكسائي ، قال المصنّف : ويؤيّد قول الخليل ما أنشده الأخفش :
وما زرت ليلى أن تكون حبيبة |
|
إلىّ ولا دين بها أنا طالبه |
بجرّ المعطوف (٢) على : «أن تكون» ، فعلم أنّها (٣) في محلّ جرّ ، فإن لم يؤمن اللّبس ، لم يطّرد الحذف (٤) نحو «رغبت في أنّك تقوم» إذ يحتمل (٥) أن يكون المحذوف «عن» ولا يلزم من عدم الإطّراد ـ أي القياس ـ عدم الورود فلا يشكل بقوله تعالى (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ)(٦) فتأمّل. (٧)
فصل : في رتب المفاعيل وما يتعلّق بذلك
والأصل سبق فاعل معنى كمن |
|
من ألبسن من زاركم نسج اليمن |
(والأصل سبق) مفعول هو (فاعل معنى) مفعولا ليس كذلك (٨)
__________________
(١) أي : حين حذف الجار نصب لنزع الخافض وجرّ لتقدير حرف الجرّ كما في أشارت كليب ويظهر أثر هذا الخلاف في التابع.
(٢) وهو دين أي لان تكون.
(٣) أي : (أن تكون) في محل جرّ فإن تابعها مجرور.
(٤) أي : ليس الحذف على القاعدة والقياس بل لو وقع حذف حينئذ فهو سماع.
(٥) يعني إذا حذف الجار وهو (في) احتمل أن يكون المحذوف (عن) مع التباعد بين معنييهما إذ الرغبة في شىء هي التعلق به وحبّه والرغبة عنه هو التنفر عنه فيجب ذكر الجار ليؤمن اللبس.
(٦) النساء ، الآية : ١٢٧.
(٧) الظاهر في وجه التأمّل أن الآية ليست من موارد الالتباس لوجود القرينة فيها على أن المحذوف هو عن لا في وذلك لأنها في مقام توبيخ من يترك الضعفاء محرومين عن المزايا الاجتماعية بذنب أنهم ضعفاء فأن يتامي النساء هي الأرامل اللاتي لا وإلي لهنّ فالتقدير والله العالم وترغبون عن أن تنكحوهن أي تتنفرون عن نكاحهن ويشهد لذلك عطف المستضعفين من الولدان عليها.
(٨) أي : ليس فاعلا معني.