حذف في الثّاني (١) لزم نفي الضّرب مطلقا (٢) ، والمقصود نفيه مقيّدا.
ويحذف النّاصبها إن علما |
|
وقد يكون حذفه ملتزما |
(ويحذف) الفعل (النّاصبها) أي النّاصب الفضلة (٣) جوازا (إن علما) كأن كان ثمّة قرينة حاليّة (٤) كانت كقولك لمن تأهّب (٥) للحجّ «مكّة» أي تريد مكّة أو مقاليّة (٦) كـ «زيدا» لمن قال «من ضربت».
(وقد يكون حذفه ملتزما) كأن فسّره (٧) ما بعد المنصوب كما في باب الاشتغال أو كان نداء (٨) أو مثلا (٩) كـ «الكلات على البقر» أي أرسل أو جاريا مجراه (١٠) ك (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ)(١١) أي وائتوا.
__________________
(١) وهو ما ضربت إلا زيدا.
(٢) فالباقي بعد حذف المفعول ما ضربت ومعناه إني لم أضرب مطلقا لا زيدا ولا غيره مع أن المراد نفي الضرب عن غير زيد لا مطلقا بحيث يشمل زيدا أيضا.
(٣) أي : الفعل الذي مفعوله فضلة لا ما يكون مفعوله مبتدا وخبرا كأفعال القلوب.
(٤) بمشاهدة وغيرها.
(٥) أي : تهيأ تقول له مكة فالفعل المحذوف وهو تريد معلوم للمخاطب لأنه بتهيوئه مريد لها.
(٦) أي : القرينة متخذة من القول لا من الحال فأن (ضربت) المحذوف معلوم من قول القائل من ضربت.
(٧) أي : فسر الفعل المحذوف الفعل الذي ما بعد المفعول نحو زيدا ضربته لعدم جواز الجمع بين المفسّر والمفسّر.
(٨) نحو يا عبد الله لأن حرف النداء عوض عن ادعوا المحذوف ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوّض.
(٩) المثل هو الجملة المعروفة بين الناس يستعملونها في المورد المناسب لها والمثل لا يجوز تغييره كقولهم في الصيف ضيّعت اللبن بكسر التاء ولو كان المخاطب مذكرا فالمحذوف في مثال الكلاب على البقر وهو أرسل لا يجوز ذكره لعدم ذكره في الأصل فلا يجوز تغييره.
(١٠) بأن يكون المحذوف عامله في جملة ليست بمثل ولكن يستفاد منها ويصح الاستشهاد بها كما يستفاد من المثل لكونها جملة معتبرة قوية من حيث المعني وتقدير الآية على ما يقال ، وأتوا خيرا لكم.
(١١) النساء ، الآية : ١٧١.