«مررت برجل راكب» (١) لأنّه مفهم في حال ركوبه لأنّ إفهامه ضمنا (٢).
والغرض (٣) من تعريف الحال معرفة ما يقع عليه (٤) بعد معرفة استعمال العرب له منصوبا ، لا معرفته ليحكم له بالنّصب ، فلا يلزم الدّور على إدخال الحكم بالنّصب في تعريفه ـ قاله والدي أخذا من كلام صاحب المتوسّط في نظير المسألة (٥).
وكونه منتقلا مشتقّا |
|
يغلب لكن ليس مستحقّا |
(وكونه منتقلا مشتقّا) أي وصفا غير ثابت (٦) هو الذي (يغلب) وجوده في كلامهم (٧) (لكن ليس) ذلك (مستحقّا) (٨) فيأتي لازما (٩) بأن كان مؤكّدا نحو «يوم أبعث
__________________
(١) كان حقه على ما أشار إليه المحشّي حكيم أن يورد بدل ذلك رأيت رجلا راكبا فأن مثاله خارج بقوله منتصب.
(٢) دفع للايراد وحاصله أنّ راكبا وأن كان مبيّنا لهيئة موصوفة في المثال إلّا أن هذا البيان ليس استقلاليا ليس مراده من ذكر الكلام لبيان هذه الهيئة بل مراده الأخبار بأني مررت برجل وأن الرجل كان راكبا ضمنا وأمّا الحال فالمتكلم أما يأتي بالكلام خاصا لبيان الهيئة فقولنا جائني زيد راكبا لم نرد به الإخبار بمجيء زيد بل أردنا بيان هيئته عند مجيئه.
(٣) شرع في رفع إشكال الدور والدور المتوهم ينشأ من أخذ المنتصب في تعريف الحال بيان ذلك أن الإنتصاب كما نعلم حكم من أحكام الحال ومعرفة الحكم متوقف على معرفة الموضوع وحيث أخذ المصنف الانتصاب في تعريف الحال فالحال يتوقف معرفته على الأنتصاب فعلي هذا يتوقف الانتصاب على الانتصاب لأنه متوقف على الحال الذي هو متوقف عليه فيدور والدور عبارة عن حركة شيء ثم عوده إلى مكانه الأوّل وحاصل الدفع نفي التوقف من ناحية الانتصاب وأن معرفته لا تتوقف على معرفة الحال لأن الانتصاب للحال أمر معروف من العرب قبل تعريف الحال فلا دور.
(٤) على الحال من أحكام.
(٥) في تعريف المعرب.
(٦) قوله وصفا بيان لمشتقا وغير ثابت بيان لمنتقلا على أللف والنشر المشوش.
(٧) كلام العرب.
(٨) لازما وواجبا.
(٩) أي : ثابتا ضد المنتقل ، وقوله بأن كان يريد أن الحال اللازم يأتي في موارد معيّنه خاصّة.