الّذي هو قيد على حسب عامله (١) فإن كان ماضيا أو حالا أو مستقبلا ، فكذلك فلا معنى لاشتراط تقريبه (٢) من الحال [أي : الزّمن الحاضر] بقد. قال : فما ذكروه غلط نشأ من اشتراك لفظ الحال بين الزّمان الحاضر وهو ما يقابل الماضي ، وبين ما يبيّن الهيئة المذكورة (٣) انتهى. وقد اختار أبو حيّان تبعا لجماعة ، عدم الاشتراط (٤) كما لو وجد الضّمير.
(أو) تأتي (بمضمر) فقط (٥) نحو (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)(٦)(فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)(٧)(أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٨) «جاء زيد ما قام أبوه». (٩)
__________________
الهيئة الخاصة مثل راكبا التي هي قيد لعاملها فأن قولنا جاء زيد راكبا يكون (راكبا) قيد المجيء زيد والمراد من الحال فيما نحو فيه هو القسم الثاني لا زمان الحال والحال بالمعني الثاني لا اختصاص لها بزمان خاص بل هي تابعة لعاملها فأن كان ماضيا فهي في الماضي وأن كان حالا فكذلك فلا حاجة لدخول قد على الماضي لذلك.
(١) على حسب عامله خبر لأنّ والمعني أن الحال الذي هو قيد للعامل أنما هو على حسب عامله من حيث الزمان.
(٢) أي : تقريب الماضي.
(٣) أي : الذي هو قيد يعني الحال المصطلح.
(٤) أي : عدم اشتراط قد كما إنه لو وجد الضمير لا يحتاج إليه إجماعا.
(٥) أي : بدون الواو.
(٦) البقرة ، الآية : ٣٩.
(٧) آل عمران ، الآية : ١٧٤.
(٨) النّساء ، الآية : ٩٠.
(٩) الآية الأولي مثال للجملة الاسمية وهي بعضكم لبعض عدو والضمير (كم) في بعضكم وذو الحال ضمير جمع المخاطب في اهبطوا والآية الثانية للمضارع المنفي بـ «لم» والضمير هم وذو الحال ضمير جمع المغايب في فانقلبوا والآية الثالثة للماضي المثبت وهو حصرت والضمير في الحال هم وذو الحال ضمير الجمع الغايب من جاؤ والمثال الأخير للماضي المنفي.