اللهُ)(١) (أو مصاحبا موافقا) فيه ، نحو (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ)(٢)(٣).
واخصص بها عطف الّذي لا يغني |
|
متبوعه كاصطف هذا وابني |
(و) على هذا (٤) (اخصص بها عطف الّذي لا يغني متبوعه) عنه كفاعل ما يقتضي الإشتراك (كاصطف هذا وابني) و «تخاصم زيد وعمرو» (٥).
والفاء للتّرتيب باتّصال |
|
وثمّ للتّرتيب بانفصال |
(والفاء للتّرتيب باتّصال) وتعقيب ، نحو (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ)(٦)(٧).
وأمّا قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً)(٨)(٩) ، فمعناه أردنا
__________________
(١) الشورى ، الآية : ٣.
(٢) فالمعطوف أي : أصحاب السفينة موافق للمعطوف عليه ، وهو الضمير العائد إلى نوح في الانجاء لانهم انجوا في وقت واحد.
(٣) العنكبوت ، الآية : ١٥.
(٤) أي : على ما ذكر من أن الواو يعطف بها المصاحب الموافق اختص عطف التابع الذي لا يغني متبوعه بالواو ، لأن الذي لا يغني متبوعه عنه أي : يحتاج إليه مصاحب لمتبوعه وليس في حروف العطف ما يصلح لعطف المصاحب غير الواو فيختص عطفه بالواو لا بغيره من العواطف.
(٥) إنما مثل بمثالين لأن اقتضاء الاشتراك قد يكون ذاتيا كالاصطفاف ، إذا لا يمكن حصول الصف بواحد ، وقد يكون نوعيا كالتخاصم لإمكان أن يكون شخص خصما لآخر ، ولا يكون الآخر خصما له ، لكن نوع الفعل الذي هو باب التفاعل يقتضي أن يكون بين اثنين.
(٦) فإن تسوية أجزاء البدن بعد الخلقة ومتصلة بها.
(٧) الانفطار ، الآية : ٧.
(٨) ظاهر الآية تقدم المعطوف وهو مجيء البأس ، أي : الغضب على المعطوف عليه أي : الإهلاك على خلاف ما ذكر أن الفاء للتعقيب فأجاب بأنّ المعطوف مقدّر ، وهو أردنا ومعلوم أن مجيء البأس عقيب إرادة الله عزّ وجلّ.
(٩) الأعراف ، الآية : ٤.