الضّمير بالتنوين ، لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده والإبدال منه (١) كالتّنوين ، مع أنّ ذلك جائز بالإجماع ولأنّه لو كان الحلول (٢) شرطا في صحّة العطف لم يجز «ربّ رجل وأخيه» (٣) لامتناع دخول ربّ علي المعرفة ـ كما تقدّم ـ مع جوازه. وأيضا لنا السّماع (إذ قد أتي في النّظم والنّثر الصّحيح مثبتا) كقراءة حمزة وابن عبّاس والحسن ومجاهد وقتادة والنّخعي والأعمش وغيرهم (الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٤)(٥) وحكاية قطرب «ما فيها غيره وفرسه (٦) وأنشأ سيبويه
[فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب] فما بك والأيّام من عجب |
(والفاء قد تحذف مع ما عطفت) إذا أمن اللّبس نحو (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(٧) أي فأفطر فعدّة.
(و) كذا (الواو) تحذف مع ما عطفت (إذ لا لبس) نحو (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ)(٨) أي والبرد وقد يحذف العاطف [وحده] كقوله صلّي الله عليه وآله «تصدّق رجل من ديناره من درهمه من صاع برّه من صاع تمره» وحكاية أبي عثمان عن أبي زيد (أكلت خبزا لحما تمرا).
(وهى) أي الواو (انفردت بعطف عامل مزال) أي محذوف (وقد بقي معموله)
__________________
(١) أي : من الضمير كما لا يجوز تأكيد التنوين والإبدال منه مع أن تأكيد الضمير المجرور جائز نحو غلامك نفسك ، وكذا الإبدال منه نحو غلامك أنت.
(٢) أي : حلول كل واحد من المتعاطفين محل الآخر.
(٣) فإن مقتضي هذه القاعدة صحة أن تقول ربّ أخيه ورجل فدخل ربّ على المعرفة وهو ممتنع.
(٤) فعطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ولم يقل (بالأرحام) وهذا مثال لحرف الجر.
(٥) النساء ، الآية : ١.
(٦) أي : وغير فرسه فلم يعد الجار وهو المضاف ، وهذا مثال للجر بالإضافة.
(٧) البقرة ، الآية : ١٨٤.
(٨) النحل ، الآية : ٨١.