وَلَيالٍ)(١)(٢) ونصبا أجره كدراهم في فتح آخره من غير تنوين ، نحو (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ)(٣) ، و [إنّما] لم يظهر الجرّ فيه (٤) كالنّصب ، وهو فتحة مثله ، لأنّ الفتحة تثقل إذا نابت عن حركة ثقيلة فعوملت معاملتها وقد لا يحذف ياؤه بل تقلب ألفا (٥) بعد إبدال الكسرة قبلها فتحة فلا ينوّن كعذاري ومدارى.
ثمّ التّنوين في جوار ، عوض عن الياء المحذوفة وقال الأخفش : [هو] تنوين تمكين (٦) لأنّ الياء لمّا حذفت بقي الاسم في اللّفظ كجناح ، فزالت الصّيغة فدخلته تنوين الصّرف. وردّ بأنّ المحذوف (٧) في قوّة الموجود. وقال الزّجّاج : عوض عن ذهاب الحركة عن الياء (٨) وردّ بلزوم تعويضه عن حركة نحو موسى (٩) ، ولا قائل به.
__________________
(١) أصله ليالى كدراهم مجرور لعطفه على الفجر المجرور بواو القسم.
(٢) الفجر ، الآية : ١ و ٢.
(٣) سبأ ، الآية : ١٨.
(٤) أي : في الجمع منتهي الجموع وهذا دفع توهم وهو أنّه لم قدّر الجر في الجمع وأظهر النصب مع أنّ الجر في غير المنصرف فتحة أيضا مثل النصب فإن كان الإظهار لأجل خفّة الفتحة فهي موجودة في الجر أيضا.
فأجاب بأنّ الفتحة خفيفة إذا لم تكن نائبة عن حركة ثقيلة كالكسرة ، فإن كانت نائبة عن هذه الحركة فهي ثقيلة مثلها وما نحن فيه من هذا القبيل لأنّ الفتحة في غير المنصرف بدل عن الكسرة.
(٥) فيكون مقصورا ويقدّر اعرابه في جميع الحالات كعيسى.
(٦) أي : تمكين إعراب وانصراف لأنّ الياء لمّا حذفت من الجمع المعتل كجواري بقي جوار كجناح فزال صيغة جمع منتهي الجموع فارتفع مانع الصرف وقبل تنوين التمكّن.
(٧) وهو الياء في قوة الموجود ، فكأنّ صيغة الجمع لم تتغيّر فلا يصلح لأن يقبل تنوين التمكن لعدم زوال مانع الصرف.
(٨) فإن أصل (جوار) جواري بالضم مع التنوين أو بالكسر معه فلثقل الضمة أو الكسرة على الياء حذفت الحركة ثم الياء لالتقاء الساكنين وهذا التنوين المتصل بالراء بدل عن الحركة على الياء.
(٩) يعني أن قول الزجاج مردود بأنه لو صحّ أن يكون التنوين عوضا عن الحركة بعد حذف صاحب الحركة